رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قبض في حجري ، فلم أتركه على حاله حتى يغسّل ، ولكن تناولت وسادة فوضعتها تحت رأسه ، ثم قمت مع النساء أصيح وألتدم ، وقد وضعت رأسه على الوسادة وأخّرته عن حجري . وهذا الخبر يستبطن كذبه ، لعدة أمور : منها : قولها : بين سحري ونحري وفي دولتي ، فماذا تعني بدولتها ؟ وأيّ دولة كانت لها ؟ ومنها : لم أظلم فيه أحداً ، وهذا يكشف عن ظلم اتهمت بارتكابه في زعمها الأول ، وهو دفع دخل كما يقولون . ومنها : أنّها عجبت من حداثة سنّها كيف لم تترك النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم على حاله في حجرها حتى يغسّل ؟ ومنها : أنّها تناولت وسادة فوضعتها تحت رأسه ، وكأن الوسادة كانت بالقرب منها وتحت متناول يدها ؟ ومنها : أنّها قامت تصيح وتلتدم مع النساء ، وقد وضعت رأسه على الوسادة ، وأخّرته عن حجرها بكل يسر وسهولة ؟ وأخيراً : كلّ ذلك كان وحدث ، وكأنّ البيت خال لوحدها ليس ثمة أحد من أهل البيت لا رجالاً ولا نساء ؟ وما أدري كيف يروي ابن سعد وغيره أمثال هذه الترهات التي لا يمكن تصديقها بأيّ وجه من الوجوه ؟ وروى بسنده [1] عن عائشة : توفي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في بيتي وبين سحري ونحري ، وكان جبريل يدعو له بدعاء إذا مرض ، فذهبت أدعو له فرفع بصره إلى السماء وقال : في الرفيق الأعلى .