النص الحادي عشر : وروى عبد الرزاق [1] ، عن معمر ، عن موسى بن إبراهيم رجل من آل ربيعة أنّه بلغه أنّ أبا بكر حين استخلف قعد في بيته حزيناً فدخل عليه عمر ، فأقبل على عمر يلومه ، وقال : أنت كلفتني هذا ، وشكا إليه الحكم بين الناس فقال له : أما علمت أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قال : إنّ الوالي إذا اجتهد فأصاب الحكم فله أجران ، وإذا اجتهد فأخطأ فله أجر واحد ، قال : فكأنّه سهل على أبي بكر حديث عمر . وقد روى عبد الرزاق عقب ما سبق بلا فصل خبراً رواه عن معمر عن قتادة أنّ علياً قال : القضاة ثلاثة : قاض اجتهد فأخطأ في النار ، وقاض رأى الحق فقضى بغيره في النار ، وقاضٍ اجتهد فأصاب في الجنة . وفي هذا التعقيب نحو من التكذيب لما رواه عمر ، فلاحظ . النص الثاني عشر : وروى عبد الرزاق [2] عن معمر ، عن رجل ، عن الحسن أنّ أبا بكر الصديق خطب فقال : أما والله ما أنا بخيركم ، ولقد كنت لمقامي هذا كارهاً ، ولوددت لو أنّ فيكم من يكفيني ، فتظنون أنّي أعمل فيكم سنة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إذاً لا أقوم لها ، إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان يُعصم بالوحي ، وكان معه ملك ، وإنّ لي شيطاناً يعتريني ، فإذا غضبت فاجتنبوني ، لا أوثر في أشعاركم ولا أبشاركم ، ألا فراعوني ، فإن استقمت فأعينوني ، وإن زغت فقوموني . قال الحسن : خطبة والله ما خطب بها بعده [3] .
[1] - المصنف 11 : 328 . [2] - المصنف 11 : 336 . [3] - أخرجه ابن سعد في الطبقات عن وهب بن جرير عن أبيه عن الحسن 3 : 213 ، وأخرجه أحمد في مسنده من حديث قيس بن أبي حازم ، ولفظه مختصر 1 : 188 ( طبعة أحمد شاكر عن هامش المصنف ) .