أستطيع أن أنفع القارئ بشيء عن ذلك ، يُلقي الضوء على مخبئات الدسّ الذي جاء متراكماً في كثير من المصادر حول هذا الحديث المزعوم . وبالتالي ف * ( هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدىً وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ ) * [1] . وقبل الخوض في الحديث سنداً ومتناً ودلالةً ، أودّ تنبيه القارئ على أمرٍ هو من الخطورة بمكان ، وذلك هو تسرّب الحديث على علاّته وسماته إلى المصادر الشيعية نقلاً عن المصادر السنيّة ، وفي غفلة عمّا فيه من هنات ، وإلى القارئ أسماء تلك المصادر : المصادر الشيعية التي تسرّب إليها الحديث المزعوم : 1 - صحيفة الإمام الرضا عليه السّلام ، والحديث عنها مذكور في عيون أخبار الرضا عليه السّلام [2] ، وفي مستدرك الوسائل [3] إسناده عن عليّ بن الحسين قال : حدثتني أسماء بنت عميس قالت : قبّلت جدتك فاطمة عليها السّلام بالحسن والحسين عليهم السّلام ، فلما ولد الحسن عليه السّلام جاء النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم وقال : يا أسماء هاتي ابني ، فدفعته إليه في خرقة صفراء ، فرمى بها النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم وقال : يا أسماء ألم أعهد إليكم أن لا تلفّوا المولود في خرقة صفراء ، فلففته في خرقة بيضاء فدفعته إليه ، فأذّن في أذنه اليمنى وأقام في اليسرى . ثم قال لعليّ عليه السّلام : بأيّ شيء سمّيت ابني هذا ؟ ، قال عليّ عليه السّلام : ما كنت لأسبقك باسمه يا رسول الله وقد كنت أحب أسميه حرباً فقال النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم : وأنا لا أسبق باسمه ربي عزّ وجلّ ، فهبط جبرئيل وقال : العليّ الأعلى يقرؤك السلام ويقول : عليّ منك بمنزلة هارون من موسى ولا نبي بعدك ، فسمّ ابنك هذا بابن هارون ،