تمهيد إنّ حديث إكتناء الإمام أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السّلام بأبي حرب ، حديث حسبه بعضهم من المفاخر ، فشاع ذكره في المصادر ، ورواه الحاضر عن الغابر ، من معاندٍ وناصرٍ . وبين هذا وذاك ضاعت آثار الزيف ، وبين أولا وهؤلاء خفيت معالم الحقيقة ، وسط قرع الطبول ، وتزمير الزامر ، حتى صكت الأذان ، وكثر حوار الطرشان . أتدرون أيّها القرّاء الكرام ماذا يعني ذلك الحديث ؟ إنّه يعكس رغبة الإمام أمير المؤمنين أن يسمّي أحد أولاده ( حرباً ) ! ! إنّه يصوّر لنا تهافته ليكنّى بأبي حرب ! ! إنّه كرّر تجربة فاشلة ثلاث مرّات فلم ينجح ! ! وإن صدقت أحلام الوضّاعين فسيفصح ذلك عن مدى تعلّقه بتلك الكنية البغيضة وهيامه بذلك الاسم ، لكن لم تتحقق له رغبته الملحّة ، حيث كان النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم يغيّر كلّ مرّة حاول الإمام فيها تنفيذ رغبته فيما زعم الرواة . وتبقى بعدُ في الحديث سمات ذات دلالات ، تبعث على التساؤل وتُثير الشكوك ، فهذا هو الباعث لي على النظر في الحديث سنداً ومتناً ودلالة ، لعلّي