2 - من ذا سنختار من المصنّفين : إنّا سنختار بعون الله وهو من وراء القصد مجموعة من مشاهير المحدّثين والمؤرّخين ، بدءاً من القرن الثاني وانتهاء بالقرن العاشر الهجري ، ومروراً فيما بينهما من قرون ، ونختار من مؤلّف كلّ منهم نصّاً أو أكثر ممّا يدين السلف الجاني بسوء ما صنعوا ، ومن المتوقع أن تفح أفاعي النواصب ، إذ لا ترضى بكشف ما جهدوا على ستره بحجة : ذلك أمر حدث وانتهى دوره ، فلا حاجة إلى إعادة ذكره ونشر خبره ، وهذه نغمة قيلت ولا تزال تقال لإخفاء الحقائق وحجبها عن أجيال المسلمين ، لتُنسى ثم تُمحى من الذاكرة ، وفي هذا بلاء عظيم ، وسيأتي مزيد عن هذا في مواقف علماء التبرير . والآن إلى معرفة المصنّفين الّذين سننقل النصوص من كتبهم : 1 - محمّد بن إسحاق بن يسار صاحب المغازي ( ت 152 ه ) ، قال فيه شعبة : محمّد بن إسحاق أمير المؤمنين في الحديث [1] ، وقال : لو كان لي سلطان لأمّرت ابن إسحاق على المحدّثين [2] . وقال يحيى بن معين وقد سئل عنه فقال : ليس هو عندي بذاك ولم يثبته وضعّفه ، ولم يضعفه جداً ، فقيل له : ففي نفسك من صدقه شيء ؟ قال : لا ، كان صدوقاً [3] .
[1] - الكامل لابن عدي 6 : 107 . [2] - المصدر نفسه . [3] - المصدر نفسه 6 : 106 .