ويشهد لذلك الحديث الصحيح المتقدم ، حول آية إشهاد الخلق على أنفسهم حيث قال فيه : فثبتت المعرفة ، ونسوا الموقف وسيذكرونه . وأما كلام السيد جعفر مرتضى العاملي في كتاب الصحيح من السيرة فبحث طويل أثبت فيه اختيارية النسيان والسهو وأثبت أنه لا يجوز للمعصوم أن يسمح للنسيان أو السهو أن يتسرب إلى نفسه . وأما ما ادعاه كذباً وزوراً عن قول العاملي بالسهو ، فإنه قد أورد عبارة تفيد جواز الإسهاء . والإسهاء هو فعل إلهي وتصرف في الذات النبوية وليس نتيجة للضعف البشري . وهذا كلام السيد جعفر مرتضى العاملي في كتاب » الصحيح ج 5 ص 182 طبعة دار السيرة » . وكلمتنا الأخيرة هنا هي : أن إنساء الله تعالى لنبيه الأكرم « صلي الله وعليه وآله » لمصلحة يراها ، يصطدم بمقولة : إن هذا ما هو إلا إحالة على مجهول ، وما ادعي من عدم إقرار الله تعالى له على السهو لا يكفي في حفظ كرامة النبي « صلي الله وعليه وآله » ، والاطمئنان إلى ما يصدر عنه « صلي الله وعليه وآله » ، بما يكون له طابع الفورية وعدم المهلة ، حيث لا تبقى فرصة لظهور الخلاف . كما أن ذلك يسيء إلى قداسة النبي « صلي الله وعليه وآله » بنظر الناس ، وذلك ظاهر لا يخفى . انتهى كلام العاملي . * * *