من موقع وأن النبوة لا تفرض الكمال الذي يبتعد عن المواقع الطبيعية لديه ، ويقال له : إن لم يكن النبي كاملاً فمَن الكامل ؟ ! . . وإن كان ضعيفاً في أكثر من موقع فمعنى ذلك أنه قوي في غيرها . . فلماذا كان قوياً في تلك المواقع وضعيفاً في هذه ؟ ! وإذا كان ضعيفاً في أكثر من موقع فلا يؤمَن أن يقع في ما يخالف العصمة حين تلتقي مواقع الضعف بمواقع الحاجة إلى العصمة في مجال العمل والممارسة . ثانياً : بالنسبة للفقرة الثانية . . نرى أنك قلت إن هناك فقرة ناقصة . وحين راجعنا هذه الفقرة وجدنا أنها ليس لها أي تأثير على استدلال السيد جعفر مرتضى العاملي ولا يصح قولك عنها : « إن القسم المحذوف يكمل الفكرة على سبيل الاستدراك الذي لا يثبت الفقرة الأولى نهائياً بل يخضعها لنوع من التعليل » . نعم لا يصح ذلك ، إذ من الواضح : أن الفقرة المحذوفة لا ربط لها بالفقرة الأولى بل هي مرتبطة بالفقرة الثانية فقط . . لأن الفقرة الأولى قد جاءت على سبيل إصدار الحكم الجازم . فالفقرة المحذوفة إذاً قد حاولت تعليل الفقرة الثانية وبيانها بادعاء أن عدم إعطائه الهالة المقدسة إنما هو لأنه يريد للناس أن يفهموا الشخصية النبوية من خلال ظواهر تكشف عن العمق الباطني . وهذه الظواهر هي الوسائل العادية التي يملكها الناس . أما الجانب الخفي الذي لا يملك الناس الوسيلة العادية