نام کتاب : اللمعة البيضاء نویسنده : التبريزي الأنصاري جلد : 1 صفحه : 879
ادع أبا ذر ، فحملاه إلى المصلى فصلى عليها ، ثم صلى ركعتين ورفع يديه إلى السماء فنادى : هذه بنت نبيك فاطمة أخرجتها من الظلمات إلى النور فأضاءت الأرض ميلا في ميل . فلما أرادوا أن يدفنوها نودوا من بقعة من البقيع : إلي إلي فقد رفع تربتها مني ، فنظروا فإذا هي بقبر محفور ، فحملوا السرير إليها فدفنوها ، فجلس علي ( عليه السلام ) على شفير القبر فقال : يا أرض استودعتك وديعتي هذه بنت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فنودي منها : يا علي أنا أرفق بها منك فارجع ولا تهتم ، وانسد القبر واستوى بالأرض ولم يعلم أين كان إلى يوم القيامة [1] . وورد في بعض الروايات انها ( عليها السلام ) لما اشتد عليها المرض رأت في منامها - أي بين النوم واليقظة - النبي ( صلى الله عليه وآله ) في فراديس الجنان ، فشكت إليه ما نالها من بعده ، فقال لها رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : لكم الآخرة التي أعدت للمتقين ، وانك قادمة علي من قريب أو إلى أيام ، وان النبي ( صلى الله عليه وآله ) سار بها في فضاء الجنة وساحاتها وقصورها وبيوتها ودورها ، وقال : هذه مسكنك ومسكن زوجك وولديك ومن أحبك وأحبهما - إلى غير ذلك - . فانتبهت من رقدتها وصاحت بعلي ( عليه السلام ) وحكت له القصة ، وأوصت بما أوصت إليه من الوصية ، إلى أن حضرتها الوفاة بعد موهن من الليلة سلم عليها جبرئيل وميكائيل وعزرائيل واحدا بعد واحد وقد ملئ البيت من الرائحة الطيبة من جهة نزول الملائكة ، ويسمع من في البيت همهمة الملائكة أيضا ، فتشهدت ومدت رجليها ويديها فغمضت ، وتولى غسلها وتكفينها علي أمير المؤمنين ( عليه السلام ) [2] . كما في عيون المعجزات للمرتضى ( رحمه الله ) وغيره : وأخرجها ومعه
[1] البحار 43 : 214 ح 44 ، عن بعض كتب المناقب القديمة . [2] راجع البحار 43 : 207 ح 36 ، ملخصا .
879
نام کتاب : اللمعة البيضاء نویسنده : التبريزي الأنصاري جلد : 1 صفحه : 879