نام کتاب : اللمعة البيضاء نویسنده : التبريزي الأنصاري جلد : 1 صفحه : 865
قوسين أو أدنى ، قال : فلم تجبها ، فكشفت عن وجهها فإذا بها قد فارقت الدنيا ، فوقعت عليها تقبلها وهي تقول : فاطمة إذا قدمت على أبيك رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فاقرئيه عن أسماء بنت عميس السلام . فبينا هي كذلك إذ دخل الحسن والحسين ( عليهما السلام ) فقالا : يا أسماء لا تنام امنا في هذه الساعة ، قالت : يا بني رسول الله ليست أمكما نائمة قد فارقت الدنيا ، فوقع عليها الحسن ( عليه السلام ) يقبلها مرة ويقول : يا أماه كلميني قبل أن تفارق روحي بدني ، قالت : وأقبل الحسين ( عليه السلام ) يقبل رجلها ويقول : يا أماه أنا ابنك الحسين كلميني قبل أن ينصدع قلبي فأموت ، قالت لهما أسماء : يا بني رسول الله انطلقا إلى أبيكما علي فأخبراه بموت أمكما . فخرجا حتى إذا كان قرب المسجد رفعا أصواتهما بالبكاء ، فابتدرهما جميع الصحابة فقالوا : ما يبكيكما يا بني رسول الله ؟ لا أبكى الله عينكما ، لعلكما نظرتما إلى موقف جدكما ( صلى الله عليه وآله ) فبكيتما شوقا إليه ، فقالا : أو ليس قد ماتت امنا فاطمة ، قال : فوقع علي ( عليه السلام ) على وجهه يقول : بمن العزاء يا بنت محمد ؟ كنت بك أتعزى ففيم العزاء من بعدك ؟ ثم قال : لكل اجتماع من خليلين فرقة * فكل الذي دون الفراق قليل وان افتقادي واحدا بعد واحد * دليل على أن لا يدوم خليل ثم قال ( عليه السلام ) : يا أسماء غسليها وحنطيها وكفنيها ، ففعلوا كذلك وصلوا عليها ليلا ودفنوها بالبقيع ، وماتت بعد العصر [1] . وفي الكشف عن ابن عباس قال : مرضت فاطمة ( عليها السلام ) مرضا شديدا فقالت لأسماء بنت عميس : ألا ترين إلى ما بلغت ، فلا تحمليني على سرير ظاهر ، فقالت : لا لعمري ولكن أصنع نعشا كما رأيت يصنع بالحبشة ، قالت : فأرينيه ، فأرسلت إلى جرائد رطبة فقطعت من الأسوق ، ثم جعلت على السرير نعشا ، وهو أول ما كان النعش ، فتبسمت وما رأيت متبسمة إلا يومئذ ، ثم حملناها فدفناها