نام کتاب : اللمعة البيضاء نویسنده : التبريزي الأنصاري جلد : 1 صفحه : 855
تجيبيني من مسألة أسألك ، فإذا أنت فرغت من الطواف قفي لي عند سوق الطعام حتى آتيك وأنت مثابة مأجورة . فافترقنا في الطواف ، فلما فرغت من الطواف وأردت الرجوع إلى منزلي جعلت طريقي على سوق الطعام ، وإذا أنا بها جالسة في معزل عن الناس ، فأقبلت عليها واعتزلت بها وأهديت إليها هدية ، ولم اعتقد انها صدقة ، ثم قلت لها : يا فضة أخبريني عن فاطمة الزهراء مولاتك ، وما الذي رأيت منها عند وفاتها بعد موت أبيها محمد ( صلى الله عليه وآله ) ؟ ! . قال ورقة : فلما سمعت كلامي تغرغرت عيناها بالدموع ، ثم انتحبت نادبة وقالت : يا ورقة بن عبد الله هيجت علي حزنا ساكنا ، وأشجانا في فؤادي كانت كامنة ، فاسمع الآن ما شاهدت منها . اعلم أنه لما قبض رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) افتجع له الصغير والكبير ، وكثر عليه البكاء ، وقل العزاء ، وعظم رزءه على الأقرباء والأصحاب ، والأولياء والأحباب ، والغرباء والأنساب ، ولم تلق إلا كل باك وباكية ونادب ونادبة ، ولم يكن في أهل الأرض والأصحاب والأقرباء والأحباب أشد حزنا ، وأعظم بكاء وانتحابا من مولاتي فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) ، وكان حزنها يتجدد ويزيد وبكاؤها يشتد . فجلست سبعة أيام لا يهدئ لها أنين ، ولا يسكن منها الحنين ، وكل يوم جاء كان بكاؤها أكثر من اليوم الأول ، فلما كان في اليوم الثامن أبدت ما كتمت من الحزن فلم تطق صبرا إذ خرجت [ وصرخت ] [1] ، فكأنها من فم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) تنطق ، فتبادرت النسوان ، وخرجت الولائد والولدان ، وضج الناس بالبكاء والنحيب ، وجاء الناس من كل مكان ، وأطفئت المصابيح لكيلا تتبين صفحات النساء ، وخيل إلى النسوان ان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قد قام من