نام کتاب : اللمعة البيضاء نویسنده : التبريزي الأنصاري جلد : 1 صفحه : 852
وكان الرجلان من أصحاب النبي ( صلى الله عليه وآله ) سألا أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أن يشفع لهما فسألها أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، فلما دخلا عليها قالا لها : كيف أنت يا بنة رسول الله ؟ قالت : بخير بحمد الله ، ثم قالت لهما : ما سمعتما النبي ( صلى الله عليه وآله ) يقول : فاطمة بضعة مني فمن آذاها فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله ؟ قالا : بلى ، قالت : فوالله لقد آذيتماني ، قال : فخرجا من عندها وهي ساخطة عليهما [1] . قال محمد بن همام : إنها ( عليها السلام ) لما قبضت غسلها أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، ولم يحضرها غيره والحسن ، والحسين ، وزينب ، وأم كلثوم ، وفضة جاريتها ، وأسماء بنت عميس ، وأخرجها إلى البقيع في الليل ومعه الحسن والحسين ، وصلى عليها ولم يعلم بها ، ولا حضر وفاتها ولا صلى عليها أحد من سائر الناس غيرهم ، ودفنها بالروضة وعمى موضع قبرها ، وأصبح البقيع ليلة دفنت وفيه أربعون قبرا جددا . وإن المسلمين لما علموا وفاتها جاؤوا إلى البقيع ، فوجدوا فيه أربعين قبرا ، فأشكل عليهم قبرها من سائر القبور ، فضج الناس ولام بعضهم بعضا وقالوا : لم يخلف نبيكم فيكم إلا بنتا واحدة تموت وتدفن ولم تحضروا وفاتها والصلاة عليها ، ولا تعرفوا قبرها ، ثم قال ولاة الأمر منهم : هاتم من نساء المسلمين من ينبش هذه القبور حتى نجدها فنصلي عليها ، ويرون قبرها . فبلغ ذلك أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فخرج مغضبا قد احمرت عيناه ، ودرت أوداجه ، وعليه قباه الأصفر الذي كان يلبسه في كل كريهة ، وهو متوكئ على سيفه ذي الفقار حتى ورد البقيع ، فسار إلى الناس النذير وقالوا : هذا علي بن أبي طالب قد أقبل كما ترونه ، يقسم بالله لئن حول من هذه القبور حجر ليضعن السيف على غابر الآمر .