responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : اللمعة البيضاء نویسنده : التبريزي الأنصاري    جلد : 1  صفحه : 808


فيدخلها الورثة في جملة أموالي ، واليوم تصدقت به وحصلت لي الطمأنينة .
وقد فعل مثل ذلك عمر أيضا حيث نادى يوما : وا عمراه ، فاجتمع الأصحاب وسألوا عن القصة فقال : إن في داري درهم صدقة ، وأخاف أن أموت الليلة فيدخله الورثة في جملة التركة .
الرابع : ان الخبر مع قطع النظر عن الإجماع والأخبار المتواترة المطلقة أو العامة في عمومية التوريث بالنسبة إلى الأنبياء وغيرهم بلا فرق في المرحلة ، مخالف للآيات العامة والخاصة في خصوص التوريث من الأنبياء ، كالآيات التي استدلت بها فاطمة ( عليها السلام ) في أثناء الخطبة وغيرها ، منها قوله تعالى :
( وورث سليمان داود وقال يا أيها الناس علمنا منطق الطير وأوتينا من كل شئ ان هذا لهو الفضل المبين ) [1] .
ووجه الدلالة هو أن المتبادر من قوله تعالى : ( ورث . . . ) انه ورثه ماله كما يأتي في الآية الثانية فلا يعدل عنه إلا لدليل ، واما الاعتراض على ذلك بقوله تعالى : ( ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا ) [2] وقولهم : ما ورثت الأبناء من الآباء شيئا أفضل من حسن أدب ، وقولهم : العلماء ورثة الأنبياء - كما اعترض بها قاضي القضاة - فغلط ، لأن كل ذلك إنما هو من جهة القرينة الموجودة ، وكلامنا إنما هو في صورة الإطلاق .
وأجاب قاضي القضاة في المغني بأن في الآية ما يدل على أن المراد وراثة العلم دون المال ، وهو قوله تعالى : ( وقال يا أيها الناس علمنا منطق الطير ) فإنه يدل على أن الذي ورث هو هذا العلم وهذا الفضل وإلا لم يكن لهذا تعلق بالأول [3] .
وقال الرازي في تفسيره : لو قال : ورث سليمان داود ماله لم يكن لقوله تعالى :
( وقال يا أيها الناس علمنا منطق الطير ) معنى ، وإذا قلنا مقامه : ورث من النبوة



[1] النمل : 16 .
[2] فاطر : 32 .
[3] المغني 1 : 330 ، البحار 29 : 355 .

808

نام کتاب : اللمعة البيضاء نویسنده : التبريزي الأنصاري    جلد : 1  صفحه : 808
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست