نام کتاب : اللمعة البيضاء نویسنده : التبريزي الأنصاري جلد : 1 صفحه : 807
أيديهم لا يناله الورثة [1] . والحاصل ان مجرد العزم لصدقة الشيء من الأنبياء يخرجه عن ملكهم فلا يرثه وارثهم ، وهذا مختص بالأنبياء ، ولا يدل على حرمان الورثة مما تركوه مطلقا ، فيكون حاصله ان ما يكون بالذات صدقة للمسلمين لا يجعل داخلا في جملة الأموال حتى يكون ميراثا ، لأن النبي ( صلى الله عليه وآله ) لا يكون له ميراث بل يجعل أمواله صدقة بعده . وهذا الاحتمال ذكره الإمام الرازي في تفسيره الكبير عند قوله تعالى : ( يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين ) [2] بعد أن نقل الحديث الذي رواه أبو بكر ( نحن معاشر الأنبياء لا نورث ما تركناه صدقة ) قال : يحتمل أن يكون قوله ( ما تركناه صدقة ) صلة لقوله ( لا نورث ) ، والتقدير أن الشيء الذي تركناه صدقة لا نورث ، ويكون المراد أن الأنبياء إذا عزموا على التصدق بشئ فمجرد العزم يخرج ذلك عن ملكهم فلا يرثه وارثهم ، إنتهى [3] . والوجه الخامس : ان ما يكون من الصدقات الفعلية في أيديهم سواء كانت أصدقوها هم من أنفسهم ، أو كانت صدقة خارجية لا تدخل بعد موتهم في جملة التركة ، ويكون قال ذلك من باب الإحتياط حتى لا يدخل في جملة أمواله ما هو صدقة للمسلمين . قالوا : ويؤيده ما روي عن أبي ذر انه قال لعثمان : لم لا تقسم هذه المائة ألف درهم وحبستها عن الفقراء ؟ فقال : انتظر حتى يلحق بها مثلها فافرقها ، فبكى أبو بذر وقال : هل تذكر أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) دخل ليلا في داره وهو في غاية الحزن والوحشة ، ورأيناه الليلة الآتية في غاية السرور وحسن الحالة ، فسألناه عن السبب والعلة فقال : كان البارحة في داري درهم صدقة ، وخفت أن أموت
[1] البحار 29 : 373 . [2] النساء : 11 . [3] تفسير الرازي 9 : 210 - 211 ، عنه الأنوار النعمانية 1 : 93 .
807
نام کتاب : اللمعة البيضاء نویسنده : التبريزي الأنصاري جلد : 1 صفحه : 807