نام کتاب : اللمعة البيضاء نویسنده : التبريزي الأنصاري جلد : 1 صفحه : 774
فاطمة ( عليها السلام ) بعد أن رجعت من المسجد تغيرت على علي ( عليه السلام ) بكلمات فظة ذكرت في آخر الخطبة الشريفة السابقة تغيرا لم ير مثله منها في مدة عمرها ، وتكلم علي ( عليه السلام ) في جوابها بما يشتمل على نوع من التسلية ، وكانت ( عليها السلام ) تجزع لأجل فدك إلى آخر عمرها . وما فعلت بالنسبة إلى علي ( عليه السلام ) تلك الجرأة والجسارة مع علمها بأنه إمام مفترض الطاعة ، ولا يليق بمثله هذه المخاطبة من مثلها إلا لإبداء شناعة ما فعله أبو بكر من تلك الفعلة الفظيعة على الأمة ، وإثبات كفر العمرين كما فعل موسى ( عليه السلام ) بأخيه من الأخذ بلحيته والضرب على رأسه حتى يعلم القوم شناعة عبادة العجل . وكيف كانت هي لا تعلم حقيقة المسألة ، وهي من معادن النبوة والوحي والرسالة والعصمة والطهارة ، محدثة عالمة بالجفر والجامعة ، وكان العمران عالمين بوجه المسألة ؟ ! وهل هذا التمحل إلا عنادا أو مكابرة ، مع أنه كان ذلك الأمر بمحضر علي والحسنين ( عليهم السلام ) ، فلم لم يعرفوها حكم المسألة ، ولم يمنعوها عن الخروج إلى المسجد في محضر الخاصة والعامة ؟ . ولو كانت بعد الرجوع ساكتة فما كانت تلك المنازعة مع علي ( عليه السلام ) ، والتغير في وجهه ، والشكاية من القوم إلى الوفاة جازعة في كل حال من الحالات ، وقد خطب علي ( عليه السلام ) بسبعة أيام قبل موته خطبة مذكورة في نهج البلاغة ، وفيها : ( بلى كانت في أيدينا فدك من كل ما أظلته السماء ، فشحت عليها نفوس قوم ، وسخت عنها نفوس آخرين ، ونعم الحكم الله . . . ) [1] إلى آخر الخطبة . وقد روي في الروايات الكثيرة من طرق العامة والخاصة انها أوصت إلى علي ( عليه السلام ) أن يدفنها ليلا حتى لا يحضر العمران على صلاتها وتشييعها ، ولا يعرفا قبرها ولا يزوراها ، كما لم تأذن أن يعوداها في مرضها .