نام کتاب : اللمعة البيضاء نویسنده : التبريزي الأنصاري جلد : 1 صفحه : 703
يوم القيامة وإلا لنفد القرآن ولم يبق فيه حجة ولا برهان وبيان وتبيان [1] . فيكون المراد انهم لو تدبروه لعرفوا ما فيه من الأحكام الأصولية والفروعية وحكموا بها ولو على أنفسهم ، ويمكن أن يكون بعضهم تدبروه وعرفوا أحكامه ، ولكن لما لم يعملوا على طبق علمهم ومعرفتهم نزلوا منزلة الجاهل الغير المتدبر له ، فوبخوا على ترك تدبره من باب تنزيل العالم بالشيء منزلة الجاهل به لعدم عمله بعلمه ، كما تقول لمن يعرف أباه ولا يراعي الأدب معه : هذا أبوك ، كأنه لا يعلم كونه أباه فتعرفه إياه . وتنكير القلوب لإرادة قلوب هؤلاء ومن كان مثلهم من غيرهم ، أو التنكير للتحقير أي هذه القلوب الغير المتدبرة للقرآن قلوب منكرة ، وأفئدة محقرة مستنكرة . و ( الرين ) الطبع والتغطية وأصله الغلبة ، أطلق على الدنس الغالب على الشيء ، قال تعالى : ( كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون ) [2] أي غلب على قلوبهم بسبب كسب الذنوب الرين ، وهو الحجاب الكثيف كما يرين الخمر على قلب السكران ، وكما ترين النداوة على الزجاجة بستر الصدى فيحصل منه التغطية ، أي ان أعمالكم السيئة سترت على قلوبكم حجاب الظلمة وصدى الغفلة ، فلا يرى في مرآتها وجه الحق والهداية . وفي الخبر : ما من عبد مؤمن إلا وفي قلبه نكتة بيضاء ، فإذا أذنب ذنبا خرج في تلك النكتة نكتة سوداء ، فإذا تاب ذهب ذلك السواد ، وإذا تمادى في الذنوب زاد ذلك السواد حتى يغطي البياض ، فإذا غطى البياض لم يرجع صاحبه إلى الخير أبدا ، وهو قول الله تعالى : ( كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون ) [3] . وفي الخبر عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) : إني ليران على قلبي ، وإني استغفر