نام کتاب : اللمعة البيضاء نویسنده : التبريزي الأنصاري جلد : 1 صفحه : 60
الخاصة والعامة ، وسيأتي بيانه فيما بعد في توجيه الحديث المشهور المنسوب إلى الرضا ( عليه السلام ) مع المأمون ، حيث قال المأمون : ما الدليل على ولاية جدك ؟ قال ( عليه السلام ) : آية أنفسنا . وتارة بالنسبة إلى الله تعالى ، مثل قوله ( عليه السلام ) في الزيارة السابعة من كتاب تحفة الزائرين للمجلسي ( رحمه الله ) : ( ( السلام على نفس الله القائمة فيه بالسنن ) ) [1] . وفي الزيارة الأخرى : ( ( السلام على نفس الله العليا ، وشجرة طوبى ، وسدرة المنتهى ، والمثل الأعلى ) ) ، ومثل قوله تعالى : ( ويحذركم الله نفسه ) [2] أي يحذركم أن تعتدوا عن طاعة علي ( عليه السلام ) ، أو أن تغصبوا خلافته ، أو أن تنكروا ولايته . وفسر نفس الله بالنبي ( صلى الله عليه وآله ) أيضا ولا منافاة بينهما ولا مغايرة ، سيما مع ما أشير إليه ان عليا ( عليه السلام ) هو نفس النبي ( صلى الله عليه وآله ) في الخبر والآية ، وعلى هذا النحو قوله تعالى حكاية عن عيسى ( عليه السلام ) : ( تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك ) [3] . وبالجملة فالغرض ان عليا ( عليه السلام ) أطلق عليه لفظ النفس ، وفاطمة ( عليها السلام ) أطلق عليها لفظ الروح ، والروح وإن كان في الظاهر أعلى مرتبة من النفس الا انها أمر اعتباري في البين ، وبرزخ حاجز بين البحرين ، بخلاف النفس فان لها تأصلا في عالمها ، واستقلالا في مقامها ، وهي مظهر تفاصيل الآثار ، وبحر الفيض الذي منه تنشعب الأنهار ، في مقام قول علي ( عليه السلام ) : ( ( ينحدر عني السيل ، ولا يرقى إلي الطير ) ) [4] فلا يلزم أن تكون فاطمة ( عليها السلام ) أشرف من