نام کتاب : اللمعة البيضاء نویسنده : التبريزي الأنصاري جلد : 1 صفحه : 376
الصنوبري المتشكل المستودع في الجانب الأيسر من الصدر ، وهو لحم مخصوص وفي باطنه تجويف ، وفي ذلك التجويف دم أسود ، وهو منبع الروح ومعدنه ، وهذا المعنى من القلب موجود في البهائم بل في الميت أيضا . الثاني لطيفة ربانية روحانية لها بهذا القلب تعلق ، وتلك اللطيفة هي المعبر عنها بالقلب تارة ، وبالنفس أخرى ، وبالروح أخرى ، وبالإنسان أيضا ، وهو المدرك العالم العارف ، وهو المخاطب والمطالب والمعاقب ، وله علاقة مع القلب الجسداني ، وقد تحير أكثر الخلائق في إدراك وجه علاقته ، وان تعلقه يضاهي تعلق الأعراض بالأجسام ، أو الأوصاف بالموصوفات ، أو تعلق المستعمل للآلة بالآلة ، أو تعلق المتمكن بالمكان وشبه ذلك ، إنتهى [1] . وقال بعض المحققين : القلب هو شئ غير الفؤاد والعقل والروح والنفس ، وانه برزخ بين الروح والنفس ، أو النفس والبدن ، وان الفؤاد هو الطرف الأعلى من العقل ، وقيل غير ذلك ، وكل ذلك مستند إلى اختلاف الاصطلاحات وتغائر الاعتبارات ، وملاحظة بعض المراتب وعدمها ، ويمكن الجمع بين جميع الأقوال باعتبار الحيثيات . ثم قد يطلق القلب بمعنى الخالص ، لأن قلب الإنسان خالصه ولبه ، فيقال : هذا قلبه أي خالصه وخلاصته ، وبه فسر قوله ( عليه السلام ) : ( يس قلب القرآن ) [2] وقيل في توجيه الخبر غير ذلك أيضا . ثم إن أصل القلب كما قيل من قولهم : قلبت الشيء قلبا - من باب ضرب - حولته عن وجهه ، وبالتضعيف للمبالغة في معنى المجرد ، مثل قوله تعالى : ( وقلبوا لك الأمور ) [3] . ومنه كلام مقلوب أي مصروف عن وجهه ، وقلبت الرداء : حولته وجعلت
[1] راجع مجمع البحرين / قلب . [2] البحار 92 : 288 ح 1 . [3] التوبة : 48 .
376
نام کتاب : اللمعة البيضاء نویسنده : التبريزي الأنصاري جلد : 1 صفحه : 376