نام کتاب : اللمعة البيضاء نویسنده : التبريزي الأنصاري جلد : 1 صفحه : 272
ثم قالت : وأنا أوصيك وأعزم عليك بالله سبحانه لو كنت في حال الحياة أن تكوني عندها في تلك الحالة ولا تتركيها وحيدة ، وقبلت تلك الوصية منها فأريد أن أعمل بها ولا أخالفها ، فبكى النبي ( صلى الله عليه وآله ) ودعا لها وقال : اللهم استر أسماء واحفظها في ليلها ونهارها ، واسترها في دنياها وآخرتها ، واقض لها حاجاتها ، ثم قال : يا أسماء نعم الرأي رأيك ، فكوني معها ثلاثة أيام أو سبعة [1] . فلما ذهب النبي ( صلى الله عليه وآله ) أخمدت فاطمة ( عليها السلام ) المصباح في البيت حياء ، إلا أن نور وجهها يكاد يخطف الأبصار ، فأضاء منه الدار ، قال علي ( عليه السلام ) : فلما نظرت إلى وجه فاطمة أخذتني هيبة عظيمة من جهة كونها أشبه الناس برسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في الشمائل الحسنة ، والكلام والإشارة ، فذهبت إلى زاوية البيت وجلست ساعة ، ثم قلت : يا بنت رسول الله إن لي ورد صلاة أريد أن أأديها ، قالت فاطمة : عليك بها ، فقامت هي أيضا ووقفت في عقبي تصلي معي حتى طلع الصبح ، فأتى النبي ( صلى الله عليه وآله ) ودق الباب وقال : السلام عليكم أهل البيت ، أأدخل رحمكم الله ؟ ! [2] . قالت أسماء : ففتحت الباب وكانت غداة قرة ، وهما مجتمعان من جهة قر السحر تحت العباءة ، وكان فراش علي وفاطمة حين دخلت عليه اهاب كبش إذا أرادا أن يناما عليه قلباه فناما على صوفه ، وكانت وسادتها أدما حشوه ليف ، وكان سترهما عباءة ، فأرادا أن يقوما ويفترقا ، فأقسم عليهما رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أن يكونا كما كانا ، فجاء وجلس بينهما ومد رجليه على فراشهما ، فأخذ بإحداهما علي وبالأخرى فاطمة فضماهما إليهما حتى دفئتا . ثم قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : يا علي كيف وجدت أهلك ؟ قال : نعم العون على طاعة الله ، وقال لفاطمة مثل ذلك فأجابت كذلك ، ثم قال : يا علي جئني بكوز من الماء ، فلما أتى به قرأ النبي ( صلى الله عليه وآله ) آيا من القرآن الكريم
[1] تفسير روض الجنان 14 : 270 / سورة الفرقان . [2] تفسير روض الجنان 14 : 271 / سورة الفرقان .
272
نام کتاب : اللمعة البيضاء نویسنده : التبريزي الأنصاري جلد : 1 صفحه : 272