نام کتاب : اللمعة البيضاء نویسنده : التبريزي الأنصاري جلد : 1 صفحه : 240
فخرج عبد الرحمن وهو خجلان ، وجاء إلى أبي بكر وعمر ، وسعد بن معاذ الأنصاري أيضا معهما ، وتكلموا في ذلك وقد أيسوا عن الطمع في زواج فاطمة ( عليها السلام ) ، إلى أن قالوا : وإن عليا لم يخطبها إلى الآن من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، ولعل ذلك من جهة أنه فقير لا مال له ، وما نرى أن الله ورسوله أخر فاطمة إلا له ، فلنذهب إلى على ونسأله عما يمنعه عن تلك الخطبة . فجاؤوا في جمع كثير من أكابر قريش إلى علي ( عليه السلام ) وهو في بستان لبعض الأنصار يسقيه بالناضح للأجرة ، فجاء علي ( عليه السلام ) بالرطب الذي أخذه اجرة فوضعه بين أيديهم فأكلوه . فلما فرغوا شرعوا في ذكر المقدمة السابقة ، فقالوا له : يا علي لو أتيت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فذكرت له فاطمة فما نراه أخرها إلا لك ، فإن الله تعالى قد جمع فيك مجامع الفضل والشرف ، وخصك بأنواع الكرامات ، ولا نعلم شيئا من خصال الخير إلا وفيك موجود ، ومكانك من رسول الله في القرابة والصحبة والسابقة مشهود ، فما منعك من هذه الخطبة وفيها خير الدنيا والآخرة ؟ ! . فتغرغرت عيناه ( عليه السلام ) بالدموع وقال : إن هذه لموضع رغبة لا محالة ، ولكن يمنعني من ذلك أمران ، أحدهما قلة ذات اليد وضيق المعاش ، والآخر اني أستحيي من أن أواجه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بهذه الخطبة . وبالجملة تكلموا في ذلك كثيرا ولم يتركوا شيئا في المرحلة إلى أن حرضوه على تلك المسألة ، فأتى علي ( عليه السلام ) إلى منزله ، فبدل ثيابه وأتى إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وهو في حجرة أم سلمة ، فقرع الباب فعرف رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من كيفية قرعه أن القارع هو علي ( عليه السلام ) ، فقبل أن يقول هو ( عليه السلام ) أنا علي قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : يا أم سلمة قومي وافتحي الباب ، فإن هذا رجل يحبه الله ورسوله وهو يحب الله ورسوله . قالت أم سلمة : يا رسول الله من ذا بهذه المنزلة وقد أمرنا الله تعالى بالحجاب ؟ فقال : يا أم سلمة من بالباب رجل ليس بالخرق ولا النزق ، وهو أخي وابن عمي ، وأحب الخلق إلي وأعزهم علي .
240
نام کتاب : اللمعة البيضاء نویسنده : التبريزي الأنصاري جلد : 1 صفحه : 240