نام کتاب : اللمعة البيضاء نویسنده : التبريزي الأنصاري جلد : 1 صفحه : 24
يهديها أول إلى آخر . مفاخرهم مشهودة مأثورة ، ومآثرهم في صحائف الأيام مسطورة ، وبألسنة الكتاب والسنة مشكورة ، قضى لهم القدر والقضاء بعلو القدر في كل القضاء ، ولهم العز الأعلى على أهل الدنيا والآخرة والأولى . لا يحيط بوصفهم ألسنة الأوائل والأواخر ، وكل منهم مصداق قول الشاعر : صفاتك لا تحصى ونطقي عاجز * ويقصر ألفاظي كما قال شاعر وان لباسا خيط من نسج تسعة * وعشرين حرفا عن معاليك قاصر وبالجملة فمن تتبع الأخبار ، وجاس خلال تلك الديار ، علم أن سيدتنا الزهراء قد حازت من الكمالات النفسانية ، والفضائل العقلانية ما لم يحزها أحد من نوع النسوة من الأولين والآخرين ، وأنها ولية الله تعالى في السماوات والأرضين ، وأنها أشرف من جميع الأنبياء والمرسلين عدا أبيها خاتم النبيين . ولم يبق لأحد شبهة في شرف محلها وعلو رتبتها ، وسمو مكانتها ونبلها وفضلها ، وما أعد الله لها من المزية التي ليست لأحد قبلها ولا بعدها ، وان الشرف قد اكتنفها من جميع أقطارها ، وان المجد قد أوصلها إلى غاية يعجز المجارون عن خوض غمارها ، ومهما ذكره ذاكر فهو في الحقيقة دون مقدارها . وإن شئت فانظر إلى نفسها الكريمة وأطرافها وجوانبها حتى تجدها قد استولت على موجبات الفضل والشرف كلها ، وحازت قصبات السبق ، وفازت بخصلها . وان لها فضائل أصلية ذاتية من جهة نفسها ، وفضائل خارجية من جهة أمها وأبيها وزوجها وبنيها ، فلها إذا نور على نور من ربها ، وزاد على طيب فرعها طيب أصلها ، وهي غصن الشجرة الطيبة التي ثابت أصلها وفي السماء فرعها ، تؤتي اكلها كل حين باذن ربها ، بل هي تلك الشجرة بنفسها ، ورسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أصلها ، وأمير المؤمنين ( عليه السلام ) ساقتها ، والأئمة المعصومون أغصانها ،
24
نام کتاب : اللمعة البيضاء نویسنده : التبريزي الأنصاري جلد : 1 صفحه : 24