نام کتاب : اللمعة البيضاء نویسنده : التبريزي الأنصاري جلد : 1 صفحه : 225
سائر الأنبياء . وروى صاحب مشارق الأنوار باسناده إلى مفضل بن عمر قال : سألت أبا عبد الله ( عليه السلام ) عن الإمام كيف يعلم ما في أقطار الأرض وهو في بيته مرخى عليه ستره ، ثم قال : يا مفضل ان الله جعل فيه أرواحا : روح الحياة وبها يذب ويدرج ، وروح القوة وبها ينهض ، وروح الشهوة وبها يأكل ويشرب ، وروح الإيمان وبها يأمر ويعدل ، وروح القدس وبها حمل النبوة . فإذا قبض النبي انتقل روح القدس إلى الإمام ، فلا يغفل ولا يلهو ، وبها يرى ما في الأقطار ، وان الإمام لا يخفى عليه شئ مما في الأرض ولا ما في السماء ، وانه ينظر إلى ملكوت السماوات فلا يخفى عليه شئ ، ولا همهمة ، ولا شئ فيه روح ، ومن لم يكن بهذه الصفات فليس بإمام [1] . والدلائل والأخبار الدالة على هذا المطلب كثيرة جدا ، والذي اطلعت عليه منها زهاء ألف حديث . وروى الصدوق ( رحمه الله ) في الفقيه عن الرضا ( عليه السلام ) قال : للإمام علامات : يكون أعلم الناس ، وأحكم الناس ، وأتقى الناس ، وأحلم الناس ، وأشجع الناس ، وأعبد الناس ، وأسخى الناس ، ويلد مختونا ، ويكون مطهرا ، ويرى من خلفه كما يرى من بين يديه ، ولا يكون له ظل . وإذا وقع على الأرض من بطن أمه وقع على راحتيه رافعا صوته بالشهادتين ، ولا يحتلم ، وتنام عيناه ولا ينام قلبه ، ويكون محدثا ، ويستوي عليه درع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، ولا يرى له بول ولا غائط ، لأن الله عز وجل قد وكل الأرض بابتلاع ما خرج منه ، ويكون رائحته أطيب من رائحة المسك . ويكون أولى الناس منهم بأنفسهم ، وأشفق عليهم من آبائهم وأمهاتهم ، ويكون أشد الناس تواضعا لله جل ذكره ، ويكون آخذ الناس بما يأمر به ، وأكف الناس