نام کتاب : اللمعة البيضاء نویسنده : التبريزي الأنصاري جلد : 1 صفحه : 204
حينئذ للصيرورة أي صار ذا حصن ، مثل أغد البعير أي صار ذا غدة ، وأثمر الرجل أي صار ذا ثمر ، ومحصن - بالفتح - على غير القياس على ما قيل . ويجوز أن يجعل الهمزة للتعدية فيكون الفتح أيضا قياسا ، قال تعالى : ( فإذا أحصن فإن أتين بفاحشة ) [1] بصيغة المجهول وقرئ بالمعلوم أيضا ، والتي أحصنت فرجها بمعنى في فرجها على الصيرورة ، وبمعنى منعته على التعدية ، والمراد انها عفت فهي محصنة ومحصنة - بالكسر والفتح - . والمحصنات من المؤمنات ، والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم أي النساء الحرائر ، وحصن - بالضم - حصانة فهو حصين أي منيع ، ويتعدى بالهمزة والتضعيف . وفي الدعاء : ( ( أسألك بدرعك الحصينة ) ) [2] أي التي يتحصن بها ويستدفع بها المكاره ، وفي دعاء الاستنجاء : ( ( اللهم حصن فرجي ) ) [3] المراد من تحصينه ستره وعفته وصونه عن المحارم ، ومنه الخبر : ( ( حصنوا أموالكم بالزكاة ) ) [4] ، وتحصن العدو إذا دخل الحصن واحتمى به . والحرة - بضم الحاء - أنثى الحر ، وهي الشيء الخالص الصافي من كل شوب وريبة ، ومنه الحر خلاف العبد لاستخلاصه عن تصرف الغير وتعلقه ، واستخلاصه من الرقية ، والحر من الطين والرمل ما خلص من الإختلاط بغيره ، ومنه الحديث : ( ( الطين الحر يجعل على دم الميت الذي لا ينقطع ) ) . والحرة خلاف الأمة ، وجمعها على حرائر على غير قياس ، مثل شجرة مرة وشجر مرائر ، قال السهيلي : ولا نظير لهما لأن باب فعلة - بضم الفاء - يجمع على فعل مثل غرفة وغرف ، وإنما جمعت حرة على حرائر لأنها بمعنى كريمة وعقيلة ،