نام کتاب : اللمعة البيضاء نویسنده : التبريزي الأنصاري جلد : 1 صفحه : 150
أو المراد انها ليست من جنس شجر الدنيا فتكون شرقية أو غربية ، بل هي من أشجار البرزخ أو الآخرة فتكون في غاية الصفاء والجودة ، أو أنها ليست في مقناة لا يصيبها الشمس ، ولا هي في مضحاة بارزة للشمس لا يصيبها الظل ، بل يصيبها الشمس والظل فيتعاقبان عليها ، وذلك أجود لحملها وأصفى لدهنها ، قال ( صلى الله عليه وآله ) : ( ( لا خير في شجرة في مقناة ولا نبات في مقناة ، ولا خير فيهما في مضحاة ) ) [1] . أو انها ليست من شجر الشرق أي الشرق المعمورة ، ولا من شجر الغرب أي غرب المعمورة ، لأن ما اختص بإحدى الجهتين كان أقل زيتا وأضعف ضوء ، لكنها من شجر الشام ، ونقل ان أجود الزيتون زيتون الشامات ، وهي ما بين شرق المعمورة وغربها . أو المراد انها على سواء الجبل [2] لا شرق لها ولا غرب ، بل إذا طلعت الشمس طلعت عليها ، وإذا غربت غربت عنها ، وحاصل هذا المعنى من حيث المراد يرجع إلى الأول وإن كان مغايرا له في الطريق ، أو المراد ان هذه الشجرة خضراء ناعمة التف بها الأشجار ، فلا يصيبها الشمس على أي حال كانت ، لا إذا طلعت ولا إذا غربت . ( ( يكاد يضيء ) ) من صفائه ، وفرط ضيائه في نفسه ( ( ولو لم تمسسه نار ) ) بالتاء وقرئ بالياء أيضا لكون المؤنث غير حقيقي ، والمراد قبل أن تمسسه وتشتعل فيه ، وذلك من جهة كمال الاستعداد والقابلية . ( ( نور على نور ) ) أي هذا المصباح في جوف الزيت الصافي في الزجاجة البراقة المجعولة في المشكاة النورية ، نور على نور ، والتثنية لإفادة الكثرة لكونه على ما أشير إليه أنوارا متعددة متداخلة ، نورا على نور على نور ، ونورا في نور
[1] راجع شرح توحيد الصدوق للقاضي سعيد القمي 2 : 597 ، ونحوه تفسير البيضاوي 3 : 199 ، والبحار 4 : 21 . [2] سواء الشيء وسواه وسواه : وسطه ، قال الله تعالى : ( ( في سواء الجحيم ) ) / لسان العرب .
150
نام کتاب : اللمعة البيضاء نویسنده : التبريزي الأنصاري جلد : 1 صفحه : 150