نام کتاب : اللمعة البيضاء نویسنده : التبريزي الأنصاري جلد : 1 صفحه : 145
كما سنشير إليها في الجملة ، والآية هي قوله تعالى في سورة النور : ( الله نور السماوات والأرض ) [1] . قيل : هو بتقدير المضاف في المبتدأ أو في الخبر ، أي نور الله نور السماوات والأرض ، أو الله ذو نور السماوات والأرض ، وهذا مثل قولهم زيد كرم وجود ينعش الناس بكرمه وجوده ، أي ذو كرم وجود ، أو الحمل للمبالغة بجعل الإسناد مجازيا ، أو النور هنا بمعنى المنور أي منورهما بالنجوم مثلا نظير الوجوهات الأربعة المشهورة في نحو زيد عدل . أو أن النور هنا استعارة في الله سبحانه على أحد الوجهين في نحو زيد أسد ، لتشبيهه تعالى بالنور في الوضوح والظهور ، وإلا فليس هو تعالى من جنس الظلمة أو النور ، أو المراد على سبيل الكناية معنى من لوازم النور ، مثل معنى المضئ أو الهادي ، أو المزين ، أو النافع ، أو المعطي ، أو المفيض ، أو المحسن ، أو المنور أو نحو ذلك . والإضافة إلى السماوات والأرض اما للدلالة على سعة إشراقهما وفشو ضيائهما ونحو ذلك ، أو المراد أهلهما أي ما فيهما وما بينهما وما تحتهما وما فوقهما مجازا مع استلزام تنورهما تنور سائر الموجودات الموجودة فيهما ، والمراد من السماوات ما يعم الكرسي والعرش أيضا وكذلك الأفلاك الكلية والجزئية . وخص السماوات والأرض بالذكر دون الملائكة والجن والشياطين والإنس وسائر الحيوانات بل النباتات والجمادات ، لأنها مطارح الأنوار ، وخزائن الأسباب ، وعلل الأشياء ، ويجوز أن يراد سماوات العقول ، أي منورها بما فيها من أنوار المعرفة ، وأراضي النفوس أي منورها بما فيها من أنوار العبادة والطاعة . والحاصل ان الله تعالى مضيء السماوات والأرضين الظاهرية أو الباطنية