نام کتاب : اللمعة البيضاء نویسنده : التبريزي الأنصاري جلد : 1 صفحه : 144
فلعله لاحظ النبي ( صلى الله عليه وآله ) وفاطمة ما في فلك من كون فاطمة ضرة لغيرها أو غيرها ضرة لها ، فيحصل لها تحمل المشقة حينئذ فأخذتهما الغيرة ، وقد صدر من بنات الأنبياء ما هو أشد من ذلك ، فإن سارة ألزمت إبراهيم ( عليه السلام ) أن يخرج عنها هاجر وابنها إسماعيل إلى واد غير ذي زرع ، ولا ينزل معهما بل يضعهما فيه وهو راكب ويرجع إليها ، وقد أمر الله إبراهيم أن يمتثل أمر سارة [1] . وثانيا : إن المعصومين ( عليهم السلام ) قد يتنزلون عن مراتبهم إلى مراتب البشرية ، ويقع منهم الرضا والغضب والمحاورات المتعارفة لحكم ومصالح ملحوظة ، مثل أن لا يظن بهم الربوبية ، كما وقع من الغلاة والمفوضة ، ومثل أن يتعقبه المحبة القويمة والخلة المستقيمة . وثالثها : إن هذا كان كما يظهر من سياق الرواية إتماما للحجة بنحو أبلغ وآكد على الصحابة عند غصب فدك والعوالي ، حيث إنه غصب بعضهم ورضى الآخرون ، وكان النبي ( صلى الله عليه وآله ) يعلم بوقوع تلك القضية ، وكذا فاطمة وعلي ( عليهما السلام ) ، ففعلوا كذلك من باب المقدمة والتمهيد والتوطئة ، فلم تكن المقدمة قادحة بوجه من الوجوه ، وذلك واضح عند أهل البصيرة . [ في تسميتها بمشكاة الضياء وفي تفسير آية النور ] ومنها مشكاة الضياء ، وهذا إشارة إلى كونها ( عليها السلام ) مصداق آية النور ، وهو كذلك على أحد الوجوه إذ للآية المذكورة تفسيرات كثيرة منقولة ومحتملة ،