responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : اللمعة البيضاء نویسنده : التبريزي الأنصاري    جلد : 1  صفحه : 125


ثم فاطمة ( عليها السلام ) بوساطة الأئمة .
فهم كالحديدة المحماة بنار أمر الله الموقدة التي تطلع على أفئدة هؤلاء الكرام البررة ، وتفيض تلك الفيوض الربانية ، والآثار الإلهية بوساطتهم إلى سائر الوجودات الكونية ، والواسطة بينهم وبين من دونهم من النبيين والآدميين والملائكة والجن أجمعين ، والحيوان والنبات والجماد ، هو فاطمة الزهراء لوقوعها في آخر تلك السلسلة ، وكونها الجزء الأخير من العلة التامة ، فلها مظهرية كاملة بالنسبة إلى آثار تلك الأنوار العالية ، وجهة تربية وتقوية لها بالنسبة إليهم من حيث كونها مظهر آثارهم ، ومطرح أطوارهم ، كما أن لها تربية وتقوية وأمية كاملة إلى من دون تلك السلسلة العالية ، آدم ومن دونه ومن فوقه في العوالم الباطنية والظاهرية .
فهي ( عليها السلام ) بهذا الاعتبار أم بالنسبة إلى الحقيقة المحمدية والحقيقة العلوية أيضا ، كما بالنسبة إلى الأئمة ( عليهم السلام ) ، وكذا بالنسبة إلى آدم أبي البشر ومن بعده ممن تقدم وتأخر ، وهي أم أبيها أي محمد ( صلى الله عليه وآله ) ، ولو جعل المراد كونها أم آدم ( عليه السلام ) فالوجه ظاهر ، ولكن الظاهر هو الأول كما يظهر من البيت المنسوب إلى علي أمير المؤمنين ( عليه السلام ) حيث قال :
ولدت أمي أباها إن ذا من عجبات * وأبي طفل صغير في حجور المرضعات فجعلها اما لنفسه ولأبيها ، فالظاهر إرادة كونها أمهما ، لكن يمكن أن يراد انها أم لآدم من حيث خلقة آدم ( عليه السلام ) وكذا حواء من نورها ، كما أشير إليه سابقا من جهة فيضان الفيوض الإلهية إليهما بوساطتها ، وقد تولد منهما أبوها وزوجها ، وهي تكون أم أبيها وزوجها أيضا بالواسطة .
وهذا وجه آخر غير ما مر ، ومراده من قوله : ( ( وأبي طفل صغير ) ) هو أبو طالب ، أي ولدت فاطمة الزهراء أباها ، والحال ان أبا طالب كان طفلا صغيرا ولم يولدني بل لم يتزوج ، وإن أريد آدم ( عليه السلام ) ومن بعده فيجوز ظاهرا أيضا بلا إشكال ، كما مر وجهه .
ويجوز أن يكون أميتها من جهة كونها من بين تلك الأنوار في مرتبة الماهية ،

125

نام کتاب : اللمعة البيضاء نویسنده : التبريزي الأنصاري    جلد : 1  صفحه : 125
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست