نام کتاب : اللمعة البيضاء نویسنده : التبريزي الأنصاري جلد : 1 صفحه : 119
الصورة ، وقيل : ليس الشيطان نوعا على حدة وإنما هم أشرار الجن ، وعلى الوجهين يكون بين الملك والجن مباينة من حيث الطبيعة . وقيل : الجن هم الروحانيون المستترون من الحواس مطلقا في مقابل الإنس ، فيدخل فيه الملائكة والشياطين ، فيكون بينهما العموم المطلق ، وينقسم إلى أقسام ثلاثة : الأخيار وهم الملائكة ، والأشرار وهم الشياطين ، والمختلط الذي منه أشرار ومنه أخيار وهم الجن بالمعنى الأخص ، وهذا قول الجاحظ على ما نقل في بعض شروح قصيدة البردة . أو ينقسم إلى قسمين : الملائكة والشياطين ، وعلى المباينة أيضا قد يطلق الجن على الملائكة لاستتارهم عن الحواس الظاهرية ، والجني منسوب إلى أجن والمراد واحد من هذا النوع ، فيكون ياء النسبة لإفادة معنى الوحدة ، كما في نحو روم وزنج وزنجي على ما ذكر . وإن الفرق بين اسم الجنس ومفرده يكون بأحد وجوه ثلاثة ، إما بادخال ياء النسبة على الجنس كما ذكر ، أو تاء الوحدة كما في نحو تمر وتمرة ، أو حذف التاء كما إذا كان اسم الجنس اسما له مع التاء ، نحو كمأة وكمؤ . والجنة طائفة الجن أيضا فالتاء للوحدة الجنسية ، والجان اسم جمع للجن ، وقال الزمخشري وغيره : إن الجان أبو الجن كآدم أبو البشر ، والمراد من أبي الجن حينئذ قيل إبليس ، وقيل غيره وإنما إبليس أبو الشياطين ، وقيل : إن الجان قوم مخصوص من الإنسان خلقوا قبل آدم ( عليه السلام ) ، وأصل الجن بمعنى الاستتار أو المستتر . ووضع هذه المادة مطلقا - أي الجيم مع النون المشددة - بمعنى الاستتار ، ومنه الجن لاستتاره من العيون ، والجنة للجن لاستتار الإنسان به في الحرب ، والجنون لاستتار العقل بسببه ، ويقال للجن بالفارسية : ( ( پري ) ) كما يقال للشيطان بها : ( ( ديو ) ) ، وهذا أيضا يدل على المغايرة بين الجن والشيطان وعدم كونهما من واد واحد . وأصل الشيطان من شطن أي بعد ، أو من الشطو بمعنى البعد أيضا لبعده عن
119
نام کتاب : اللمعة البيضاء نویسنده : التبريزي الأنصاري جلد : 1 صفحه : 119