نام کتاب : اللمعة البيضاء نویسنده : التبريزي الأنصاري جلد : 1 صفحه : 116
من عرق جبرئيل ومن زغبه ، قالوا : يا رسول الله إستشكل ذلك علينا ، تقول حوراء انسية لا انسية ، ثم تقول من عرق جبرئيل ومن زغبه ؟ ! قال ( صلى الله عليه وآله ) : إذا أنبئكم ، أهدى إلي ربي تفاحة من الجنة أتاني بها جبرئيل ، فضمها إلى صدره فعرق جبرئيل وعرقت التفاحة ، فصار عرقهما شيئا واحدا ، فأمرني بأكلها ، ففلقتها فرأيت منها نورا ساطعا فزعت من ذلك النور ، قال : كل فإن ذلك النور نور المنصورة فاطمة . قلت : يا جبرئيل ومن المنصورة ؟ قال : جارية تخرج من صلبك ، واسمها في السماء منصورة وفي الأرض فاطمة ، فقلت : يا جبرئيل ولم سميت في السماء بمنصورة وفي الأرض فاطمة ؟ قال : لأنها تفطم شيعتها من النار ، إلى آخر ما مر [1] . بيان : قال الفاضل المجلسي ( رحمه الله ) : والزغب الشعيرات الصفر على ريش الفرخ ، وكونها من زغب جبرئيل اما لكون التفاحة فيها وعرقت من بينها ، أو لأنه التصق بها بعض الزغب فأكله النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، إنتهى [2] . ويمكن أن يكون المراد أن التفاحة المهداة من الجنة إلى النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، هو نور فاطمة ( عليها السلام ) أهدي إلى النبي ( صلى الله عليه وآله ) في عالم البشرية ليظهر من صلبه في صورة البشر في هذه النشأة ، كما كان ذلك مقتضى طبعها في أصل الخلقة ، وهذه التفاحة يعبر عنها في بعض الأخبار برطب شجرة رآها النبي ( صلى الله عليه وآله ) في الجنة ، أو بثمرة شجرة طوبى ، أو غير ذلك . والمراد في الجميع واحد ، وإنما اختلفت العبارات للإشارة إلى خواصها الباطنية والظاهرية ، كتقوية قلوب الشيعة ، ودفع رطوبات عالم الطبيعة وغير ذلك ، وجبرئيل ملك الخلقة ، وهو في الباطن مرتبة من مراتب عقل النبي ( صلى الله عليه وآله ) أي الحقيقة المحمدية ، والزغب هو الريش الصغار ، والريش