نام کتاب : اللمعة البيضاء نویسنده : التبريزي الأنصاري جلد : 1 صفحه : 102
معصوميتها ( عليها السلام ) بملاحظة خصوص معنى فطمها عن الشر أيضا ، إذ لا خير في المعصية كما لا معصية في الخير ، كما لا خير في الخباثة الحالية والرذالة الخلقية بل كلها شر لا محالة . تنبيه : بقي هنا شئ وهو ان معنى الفطم يستلزم ثبوت المفطوم عنه في المفطوم ، بل رسوخه حتى يفطم عنه بشئ آخر يجعل بدله ، واعتبار هذا المعنى يستلزم عدم المعصومية في الحالة السابقة . ووجه دفع الاشكال على نحو الاجمال ، ان معنى الفطم وإن كان كذلك في أصل اللغة الا انه يستعمل كثيرا - ولو من جهة القرائن الخارجية - فيما كان ثبوت هذا المعنى فيه بالشأن والقوة لا بالفعل ، ولما كانت فاطمة ( عليها السلام ) من جملة أفراد الممكنات ، وماهية الممكن من حيث هي من شأنها الظلمة وصدور المعصية مثلا ، كما قيل : سيه روئى ز ممكن در دو عالم * جدا هرگز نشد والله أعلم فصح اطلاق الفطم حينئذ بالنظر إلى هذه الصفة اللازمة الإمكانية ، فبعد ملاحظة ثبوت الفطم في المرتبة الثانية يثبت معصوميتها الأصلية وطهارتها الجبلية ، فينتفي عنها الكدورات الإمكانية ، والشوائب الكونية ، فتكون كما قيل : چو ممكن گرد امكان بر فشاند * بجز واجب دگر چيزى نماند ومن جهة ما أشير إليه كانت معصومية المعصومين اختيارية ، يستحقون بها الحمد والفضيلة لا جبرية وقهرية ، والا لم يبق لهم الفضيلة في العصمة ، ولكانت مستندة على الجبر ، ولا فضيلة في العصمة القهرية . ويمكن أن يكون ذلك بملاحظة ما كان الناس يتصورونه من جواز صدور المعصية عنهم ( عليهم السلام ) مثلا ، كما هو شأن البشرية ولو من جهة الشبهة ، حيث إنهم رأوهم في صورة البشر فتوهموا كونهم متصفين بلوازم البشرية ، ولهذا : هم سرى با انبيا برداشتند * جسم ديدند آدمي انگاشتند أين ندانستند ايشان از عمى * هست فرقى در ميان بي منتهى أين زمين پاك وآن شوراست وبد * أين فرشته پاك وآن ديواست ودد
102
نام کتاب : اللمعة البيضاء نویسنده : التبريزي الأنصاري جلد : 1 صفحه : 102