نام کتاب : اللمعة البيضاء نویسنده : التبريزي الأنصاري جلد : 1 صفحه : 100
والتاجر ، والعاشق ، والضامر ، والحائض ، والطالق وغيرها . وإن قيل : في نحو الحائض وجهان آخران أيضا ، مثل ان اختصاصه بصفة النساء يؤدي معنى التاء ، لأن التاء انما هي للفرق بين المذكر والمؤنث ، والفرق حاصل فيه بنفس اللفظة من جهة ما في معناها من الاختصاص والخصوصية ، أو انه بتقدير موصوف مذكر ، أي انسان حائض مثلا . ويرد على الأول منهما طردا وعكسا الأسماء المشتركة السابقة ونحو المستحاضة ، وعلى الثاني جواز نحو هذا في كل مادة ، فلا وجه لتخصيص أسماء معدودة ، ويمكن جعل فاطمة بالنسبة إلى المعاني المذكورة من باب عدم المجاز الجائز من حيث القواعد اللفظية . والتحقيق هو ما فصلناه من أن فاطمة بمعنى الفاصلة مطلقا على التقريب الذي أسلفناه ، والمعنى بالنسبة إلى نحو الفطم عن الشر مثلا انها فطمت نفسها عنه بالاقتضاء الذاتي ، والاستعداد الأصلي ، فصارت مفطومة من حيث المآل والحقيقة ، فلا حاجة إلى جعل الفاعل بملاحظة هذا المعنى بمعنى المفعول ، نظير سر كاتم ، ومكان عامر ، وماء دافق ، وعيشة راضية ، على بعض الوجوه الجارية . أو جعل فاطمة لازمة مشتقة من أفطم الطفل إذا حان زمان فطمه عن الرضاع ، كما ذكر الفاضل المجلسي ( رحمه الله ) حيث قال في بيان معنى قوله ( صلى الله عليه وآله ) ( ( فطمتك بالعلم ) ) الوارد في الخبر : ان معناه أرضعتك بالعلم حتى استغنيت وفطمت ، أو قطعتك عن الجهل بسبب العلم ، أو جعلت فطامك من اللبن مقرونا بالعلم كناية عن كونها في بدو فطرتها عالمة بالعلوم الربانية . وعلى التقادير يكون الفاعل بمعنى المفعول أو يقرأ : ( فطمتك ) على بناء التفعيل ، أي جعلتك قاطعة الناس من الجهل ، أو المعنى انه لما فطمها عن الجهل فهي تفطم الناس عنه ، والوجهان الأخيران يشكل إجرائهما في قوله : ( ( فطمتك عن الطمث ) ) الا بتكلف ، بأن يجعل الطمث كناية عن الأخلاق والأفعال الذميمة ، أو يقال على الثالث فطمتك عن الأدناس الروحانية والجسمانية ، فأنت تفطمي الناس
100
نام کتاب : اللمعة البيضاء نویسنده : التبريزي الأنصاري جلد : 1 صفحه : 100