نام کتاب : اللمعة البيضاء نویسنده : التبريزي الأنصاري جلد : 1 صفحه : 52
وفاطمة ( عليها السلام ) كانت فتاة فتية في عنفوان الشباب والفتوة ، ولها زوج كريم ، وأولاد صغار أطياب أطهار مع تعلق قلبها بهم في الغاية ، وميلها إليهم في النهاية ، ولم تقض من الدنيا إربا ، ولا من لذائذها وطرا ، ومع ذلك كله فإذا بشرت بسرعة اللحاق إلى دار القرار ، والمفارقة من الدنيا وزوجها وأطفالها الصغار تبشرت ، ومن غاية السرور الطارئ لها ضحكت . فلاحظ حالها مع حال أولئك الأنبياء العظام ، والرسل الكرام ، وامناء الملك العلام ، فهم في أي واد وهي ( عليها السلام ) في أي واد [1] ، وان هذا والله أمر عظيم لا يحيط الانس بصفته ، ولا يهتدي القلوب إلى معرفته ، وما ذلك الا لأمر جعله الله في أهل هذا البيت الكريم ، وسر أوجب لهم مزية التقديم ، فخصهم بباهر معجزاته ، وأظهر فيهم آثار بيناته ، وأيدهم ببراهينه الصادعة ، ودلالاته الساطعة ، والله أعلم حيث يجعل رسالته . تتميم الكلام في بعض فضائل الزهراء ( عليها السلام ) : قد اتفق المخالف والمؤالف على أنه كلما جاءت فاطمة ( عليها السلام ) إلى مجلس أبيها قام إليها وقبلها وأجلسها في مكانه وعظمها ، وهي أيضا كانت تفعل كذلك بأبيها كلما جاء إليها ، ولكن العجب من الأمر السابق لا اللاحق ، وما ذلك الا من جهة ان لها عند الله فضلا عظيما ومقاما كريما ، والا فقد أمر الله بتعظيم الولد للوالد لا بعكس القضية ، وهو بضد ما أمر به أمته . قال علي بن عيسى الأربلي في هذا المقام : ولولا أن فاطمة ( عليها السلام ) سرا إلهيا ومعنى لاهوتيا لكان لها أسوة بسائر أولاده ( صلى الله عليه وآله ) ، ولقاربوا منزلتها عنده ، ولكن الله يصطفي من يشاء [2] . قال : وفضل فاطمة ( عليها السلام ) مشهور ، ومحلها من الشرف من أظهر
[1] ولنعم ما قيل بالفارسية : ميان ماه من تا ماه گردون * تفاوت از زمين تا آسمان است * [2] كشف الغمة 2 : 90 / في فضائل فاطمة ( عليها السلام ) .
52
نام کتاب : اللمعة البيضاء نویسنده : التبريزي الأنصاري جلد : 1 صفحه : 52