نام کتاب : القول العطر في نبوة سيدنا الخضر نویسنده : حسن بن علي السقاف جلد : 1 صفحه : 23
ضل ، وليس ما تمسك به صحيحا ، فإن الذي فعله الخضر ليس في شئ منه ما يناقض الشرع ، فإن نقض لوح من ألواح السفينة لدفع الظالم عن غصبها ثم إذا تركها أعيد اللوح جائز شرعا وعقلا ، ولكن مبادرة سيدنا موسى بالانكار بحسب الظاهر ، وقد وقع ذلك واضحا في رواية أبي إسحاق التي أخرجها مسلم ولفظه ( فإذا جاء الذي يسخرها فوجدها منخرقة تجاوزها فأصلحها ) فيستفاد منه وجوب التأني عن الانكار في المحتملات ، وأما قتله الغلام فلعله كان في تلك الشريعة ، وأما إقامة الجدار فمن مقابلة الإساءة بالاحسان ، والله أعلم ] . انتهى كلام الحافظ ابن حجر . فقتل الغلام كان بأمر الله تعالى ، وما كان بأمر الله تعالى لا يقال إنه مخالف للشريعة ، وذلك لان الشريعة هي عبارة عن امتثال أمر الله تعالى وتنفيذه ، واجتناب نهيه ، وهو نبي - أي الخضر - وقد قال ( وما فعلته عن أمري ) أي : إن هذا تنفيذا لأمر الله تعالى ، فأين خرق الشريعة بالحقيقة التي جاء القرآن بإثباتها ؟ ! ولا يخفى على أهل العلم أن محققي علماء الاسلام أهل السنة والجماعة نصوا على كفر من قال أو ادعى بأن الحقيقة تخالف الشريعة أو أن الباطن يخالف الظاهر ، وممن نص على ذلك الامام الغزالي رحمه الله تعالى في كتابه ( الاحياء ) ( 1 / 100 ) حيث قال : ( فمن قال : إن الحقيقة تخالف الشريعة أو الباطن يناقض الظاهر فهو إلى الكفر أقرب منه إلى الايمان ) اه .
23
نام کتاب : القول العطر في نبوة سيدنا الخضر نویسنده : حسن بن علي السقاف جلد : 1 صفحه : 23