صحيح : أنه بدأ به ، ولكن الصحيح أيضاً : أنه ثنى بقول آخر هو مورد إجماع المؤرخين والعلماء ، فقد قال بعد ذكر قول قتادة : وفي كتاب ابن إسحاق : أكبر بنيه القاسم ، ثم الطيب ، ثم الطاهر . وأكبر بناته : رقية ، وزينب ، ثم أم كلثوم ، ثم فاطمة . قال : فأما أبناؤه فهلكوا في الجاهلية ، وأما بناته فأدركن الإسلام وهاجرن . . وفي عبارة البدء والتاريخ لبس واضح ، ولكن العاملي تجاهله . . والذي أدخل اللبس عليها ذكره لبنات النبي بعد الغلامين المولودين في الإسلام . ويمكن أن تكون العبارة بعده مستأنفة . . بل هي معطوفة على عبد مناف ، لا الغلامين . وحينئذ تستقيم العبارة وفقاً للرأي السائد . . وفي الكلام قرينة تعين على ذلك ، وهي في قوله بعد كلام قليل : فأما بناته فأدركن الإسلام وهاجرن . ففي قوله : « أدركن » قرينة على أنهن ولدن في الحقبة الجاهلية ، إذ لا يقال للمولود في الإسلام : إنه أدرك الإسلام ، إلا أن يكون موجوداً في عصرين . وهكذا الحال مع بنات رسول الله « صلى الله عليه وآله » . . فكيف اتخذ سيدنا العاملي من العبارة المدخولة شاهداً على مدعاه ؟ ! على أنه بصفته باحثاً في مسألة مهمة أن لا يلجأ إلى كتاب مجهول الكاتب ، ويترك وراءه المصادر المهمة التي عليها معول العلماء . .