الثوابت التي التقت عليها الأفكار واطمأنت إليها العقول . . لا سيما بعد أن وقفنا على وجود اختلاف وخلاف حول بنوتهن لرسول الله « صلى الله عليه وآله » . . وقد نسب هذا الخلاف إلى البلاذري ، والمقريزي ، وغيرهما ، ممن ذكرنا أسماءهم وكتبهم أكثر من مرة ! ! وذكر الجزائري [ رحمه الله ] أن العلماء مختلفون في هذا الأمر ، وكذلك الشيخ المفيد [ رحمه الله ] . وهل هذه الدعوى - أعني دعوى أن نسبهن ثابت قطعي - كما يقول الأخ الكريم ! ! [1] ، إلا مصادرة على المطلوب ، وهي النقطة المتنازع فيها ، وعليها . . خامساً : إنه يقول : إنه ما من حقيقة تاريخية إلا وهي عرضة للأقوال الكثيرة ، ولن تجد علماً من أعلامنا إلا وللمؤرخين في ولادته ووفاته وتفاصيل حياته . . أكثر من قول واحد ، وحينئذٍ ليس من المعقول أن ننقض وجوده من الأساس . . واعتبر أن مسألة بنات النبي « صلى الله عليه وآله » ، من هذا القبيل . . ولكننا نقول له : إن هذه مغالطة ظاهرة ، إذ صحيح : أن الأقوال في الولادة والوفاة وتفاصيل الحياة لا تسمح بإنكار أصل وجود الشخص . . ولكن ما نحن فيه ليس من هذا القبيل ، بل هو من قبيل ما كانت الأقوال متناقضة في أصل وجوده . وفي مثل هذه الحال لا بد