4 - ولماذا يفرض على أبي القاسم الكوفي أن يشير إلى مشايخه ؟ ! فهل كل من روى مسألة عن مشايخه يجب عليه أن يسميهم بأسمائهم ؟ ! أم أن الأمر يخضع للحالات التي يواجهها . . وهو الذي يقدر ويقرر إن كان ثمة حاجة إلى ذلك أم لا . 5 - وإذا كان كتابه كتاب استدلال ، بما يرى أن الآخرين مطلعون عليه ، فما هو وجه الحاجة إلى ذكر الأسماء والأسانيد لهم ، ولم يكن الكوفي يعلم الغيب ، ليعرف أنه سيأتي زمان ، لا يعرف فيه أهله اشتهار تلك الروايات التي يستدل بها على معاصريه ، ولا تصل إليهم مفردات الخلاف فيه . . 6 - ثم إنه قد سأل الكوفي : أين توجد روايات أهل العلم عن الأئمة . . والحقيقة أن هذا السؤال ، لا بد أن يوجه للكليني ، والطوسي [ رحمه الله ] ، والطبرسي ، والصدوق ، وغيرهم ممن رووا الروايات ، فإن عليهم أن يذكروا كل كتاب نقلوا عنه ، وهذا الطلب لم يسبق أن وجهه أحد إليهم قبل هذا الأخ الكريم ! ! . . 7 - إن النقل كان في تلك الفترة يعتمد على الرواية والسماع للحديث ، فقد يسجل بعضهم ما سمعه في كتاب ، وقد لا يسجله ، بل ينقله للآخرين مشافهة . . وقد يسجله بسنده ، وقد يكتبه مرسلاً ، وقد يكون إرساله لاشتهاره ، أو للثقة بمضمونه . أو لأي داع آخر . .