وهذا أمر مقبول من أول وهلة . . ولكننا حين نرجح الرأي بأن النبي « صلى الله عليه وآله » بنى على السيدة خديجة الكبرى « عليها السلام » ، وهو في سن العشرين ، نكون بعدها في فسحة زمنية مقدارها عشرون عاماً . وحينئذٍ يكون الإشكال في تاريخ ولادة السيدتين ؛ فمن غير المستبعد أن يكون ضبطه بثلاث وثلاثين ، أو أربع وثلاثين غير دقيق . . ويلزم أن يكون أبعد من ذلك ، بحيث يكونان صالحين للزواج في تلك الفترة المؤرخة . مضافاً إلى ما تقدم ، فإن على السيد أن يلاحظ بدقة صرف كلمة « طلق » إلى أي وجه ، فإنها تؤثر على مجرى الحوادث آنذاك ، فقد يكون لها معنى آخر ، وهو فسخ الخطبة ، كما هو فسخ النكاح ، فقد قيل عن السيدة عائشة بأنها طلقت قبل أن تزف إلى النبي « صلى الله عليه وآله » من ابن المطعم ، ومما لا شك فيه أن الرواية هنا لا تقصد من الطلاق الحقيقة الشرعية ، بل فسخ الخطبة » [1] . ونقول : أولاً : إننا قد تحدثنا في كتابنا : « الصحيح من سيرة النبي الأعظم « صلى الله عليه وآله » » [2] بصورة مفصلة عن أن عائشة كانت متزوجة بجبير بن
[1] - فاطمة الزهراء « عليها السلام » : دراسة في محاضرات ص 301 . [2] - الصحيح من سيرة النبي الأعظم « صلى الله عليه وآله » ج 12 ص 106 - 123 .