من جاء إلى هذه الراية فهو آمن ممّن لم يكن قتل ولا تعرض لأحد من المسلمين بسوء ، ومن انصرف منكم إلى الكوفة فهو آمن ، ومن انصرف إلى المدائن فهو آمن لا حاجة لنا بعد أن نُصيب قتلة إخواننا في سفك دمائكم [1] . فانصرف عروة بن نوفل الأشجعي [2] في خمسمائة [3] فارس ، وخرج طائفة أُخرى منصرفين إلى الكوفة [4] وطائفة أُخرى إلى المدائن [5] ، وتفرّق أكثرهم بعد أن كانوا اثني عشر ألفاً ، فلم يبق منهم غير أربعة آلاف [6] فزحفوا إلى عليّ ( عليه السلام ) وأصحابه ، فقال عليّ لأصحابه : كفّوا عنهم حتّى يبدأوكم [7] . فتنادوا الرواح الرواح إلى الجنة [8] . فحملوا على الناس فانفرّقت خيل عليّ عنهم فرقتين حتّى ساروا في وسطهم [9] عطفوا عليهم من الميمنة والميسرة واستقبلت الرماة وجوههم بالنبل
[1] تاريخ الطبري : 4 / 64 ، الإمامة والسياسة : 1 / 169 وجاء فيه : من جاء منكم إلى هذه الراية فهو آمن ، ومن دخل المصر فهو آمن ، ومن انصرف إلى العراق وخرج من هذه الجماعة فهو آمن ، فإنّه لا حاجة لنا في سفك دمائكم وبعد النداء انصرفت طائفة منهم إلى الدكسرة وطائفة إلى الكوفة وجماعة إلى عليّ وكانوا أربعة آلاف وبقى مع عبد الله بن وهب منهم ألفان وثمانمائة رجل كما جاء في تاريخ الطبري : 5 / 86 ، وابن الأثير : 2 / 406 ، والفتوح لابن أعثم : 4 / 125 . [2] انظر تاريخ الطبري : 4 / 64 ، أنساب الأشراف : 2 / 362 و 368 و 371 و 375 ، تاريخ اليعقوبي : 2 / 167 ط الغري . [3] انظر الإمامة والسياسة : 1 / 169 بالإضافة إلى المصادر السابقة . [4] انظر الفتوح لابن أعثم : 2 / 275 ، الأخبار الطوال : 204 المصادر السابقة . [5] انظر تاريخ الطبري : 4 / 64 ، الأخبار الطوال : 205 ، والمصادر السابقة . وفي نسخة ( ب ) : الدين . [6] انظر الفتوح لابن أعثم : 2 / 277 ، كشف اليقين : 165 والمصادر السابقة . [7] انظر المصادر السابقة ، والإمامة والسياسة : 1 / 169 ، وشرح النهج للعلاّمة الخوئي : 4 / 122 ، وشرح النهج لابن أبي الحديد : 2 / 272 ، ومروج الذهب : 2 / 416 ، ومستدرك الوسائل : 2 / 254 ، والطبري : 6 / 49 . [8] المصادر السابقة ، تاريخ الطبري : 6 / 49 ط أُخرى . [9] المصادر السابقة مع اختلاف يسير في اللفظ ، وفي الإمامة والسياسة أضاف : فلا والله ما لبثوا فواقاً حتّى صرعهم الله كأنما قيل لهم موتوا فماتوا .