وكنيته أبو الحارث [1] ، وعنده يجتمع نسب عليّ ( رضي الله عنه ) بنسب النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) . وكان وُلد أبي طالب : طالباً ولا عقب له [2] ، وعقيلا [3] وجعفراً [4] ، وعليّاً ، وكلّ
[1] أبو الحارث أخو عبد الله والد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لأُمّه وأبيه . وأُمّهما فاطمة بنت عمرو بن عايذ . كما ذكرنا سابقاً . ( انظر ذخائر العقبى : 55 و 56 نسب عليّ ( عليه السلام ) ) . [2] انظر المعارف لابن قتيبة : 120 . [3] عقيل بن أبي طالب - عبد مناف - بن عبد المطّلب ( ت 60 ه ) الهاشمي القرشي ، كنيته أبو يزيد ، أعلم قريش بأيامها و مآثرها ومثالبها ، وأنسابها . صحابي فصيح اللسان ، شديد الجواب ، وهو أخو أمير المؤمنين عليّ ( عليه السلام ) وجعفر الطيّار وكان أسنّ منهما . شهد غزوة مؤتة . وثبت يوم حنين ، وفد إلى معاوية في دين لحقه أيام خلافة عليّ ( عليه السلام ) وعمى في أواخر حياته ، وكان الناس يأخذون النسب عنه والأخبار في مسجد المدينة ، وله دار بالبقيع واسعة كثيرة الأهل وولد عقيل : مسلماً ، وعبد الله ، ومحمّداً ، ورملة ، وعبيد الله لأُم ولد . وعبد الرحمن ، وحمزة ، وعلياً ، وجعفراً ، وعثمان ، وزينب ، وأسماء ، وأُمّ هانئ لأمّهات أولاد شتى ويزيد ، وسعداً ، وجعفراً الأكبر ، وأبا سعيد . وخرج ولد عقيل مع الحسين ( عليه السلام ) فقُتل منهم تسعة نفر . وكان مسلم بن عقيل أشجعهم وكان على مقدمة الحسين فقتله عبيد الله بن زياد صبراً ، ولذا قال الشاعر : عين جودي بعبرة وعويل * واندبي إن ندبت آل الرسول سبعة كُلّهم لصُلْب عليٍّ * قد أُصيبوا وتِسعة لَعقيل فولد مسلم بن عقيل : عبد الله ، وعليّ ، أُمّهما رقية بنت عليّ ( عليه السلام ) ، ومسلم بن مسلم ، وعبد العزيز . ( انظر المعارف : 120 و 204 منشورات الشريف الرضي ، ينابيع المودّة : 1 / 468 هامش 3 ) . [4] جعفر بن أبي طالب ( عبد مناف ) بن عبد المطّلب بن هاشم ( ت 8 ه ) صحابي هاشمي من شجعانهم ، يقال له جعفر الطيّار ، وهو أخو أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) وكان أسنّ من الإمام عليّ ( عليه السلام ) بعشر سنين ، وهو من السابقين إلى الإسلام . هاجر إلى الحبشة في الهجرة الثانية ، فلم يزل هناك إلى أن هاجر النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) إلى المدينة . فقدم عليه جعفر وهو بخيبر سنة ( 7 ه ) فقال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : بأيهما أنا أُسرّ بفتح خيبر أم بقدوم جعفر ؟ وحضر وقعة مؤتة بالبلقاء من أرض الشام ، حمل الراية وتقدّم صفوف المسلمين ، فقطعت يمناه ، فحمل الراية باليسرى فقطعت أيضاً ، فاحتضن الراية إلى صدره وصبر حتّى وقع شهيداً وفي جسمه نحو تسعين طعنة ورمية فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إنّ الله عوّضه عن يديه جناحين يطير بهما في الجنة . وقيل : وجد فيه يومئذ أربعاً وخمسين ضربة سيف ، وأربعين جراحة من طعنة رمح ورمية سهم فذلك أربع وتسعون جراحة . وولد جعفر : عبد الله ، وعون ، ومحمّد وأُمّهم أسماء بنت عميس الخثعمية ، وعبد الله بن جعفر ولد بأرض الحبشة في هجرة أبويه إليها ، وهاجر أبوه به إلى المدينة . وكان حليماً كريماً يقال له : بحر الجود ، توفّي بالمدينة سنة ( 80 ه ) عام الجحاف ، وهو عام جاء فيه سيل عظيم ببطن مكة جحف الحاجّ وذهب بالإبل عليها اهمالها . وروى عنه أصحاب الصحاح 25 حديثاً . ( انظر ترجمته في جوامع السيرة : 282 ، والمعارف : 205 ، أُسد الغابة لابن الأثير : 1 / 341 ط مصر ، السيرة لابن إسحاق : 226 ، صحيح البخاري : 5 / 24 ) .