رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) زوج ابنته فاطمة فكان نسباً وصهراً . وروي عن عمر بن الخطّاب [1] ( رض ) أنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) [2] قام فحمد الله وأثنى عليه ثمّ قال [3] : ما بال أقوام يزعمون أنّ قرابتي لاَ تنفع ، إنّ كلّ سبب ونسب وصهر [4] منقطع يوم القيامة إلاّ سببي ونسبي وصهري [5] . قال عمر ( رض ) :
[1] عمر بن الخطّاب بن نفيل بن عبد العُزّى بن قُرط بن رياح بن عبد الله بن رِزَاح بن عَدِىّ بن كَعب بن لؤي ابن غالب بن فهر بن مالك بن النضر ابن كنانة ، وينسب عمر إلى " عَديّ " فيقال : العَدِويّ . ( انظر تهذيب التهذيب : 6 / 27 ، المعارف لابن قتيبة : 179 تحقيق ثروة عكاشة الطبعة الأُولى منشورات الشريف الرضي ) . [2] ورد في بعض المصادر " ثمّ قام " كما في مجمع الزوائد : 8 / 216 ، وفي بعضها " فقام " كما في جواهر العقدين : 2 / 198 ، وبعضها " وقام " وفي بعضها بإضافة " خطيباً " كما في ينابيع المودّة : 176 الطبعة الأُولى إسلامبول . [3] ورد في بعض المصادر " وقال " كما في المعرفة والتاريخ : 2 / 499 ، وفي بعضها " فقال " كما في جواهر العقدين : 2 / 208 . [4] ورد في بعض المصادر بدون " صهر " كما في الجامع الصغير : 2 / 280 ، وفي بعضها بدون " سبب " كما في كنز الحقائق : 213 . والحديث روي بألفاظ أُخرى متقاربة عن عمر بن الخطّاب ، وعن ابن عباس ، وعن أُمّ هاني ، وعن أبي هريرة ، وعن جابر بن عبد الله الأنصاري ، و غيرهم كثير . والقصّة قد أوردها أهل التاريخ والسِير والحديث أيضاً بألفاظ متقاربة . فتارةً تكون بسبب أُمّ هاني وقول عمر بن الخطّاب لها : إنّ محمّداً لا يغني عنك شيئاً . وتارة أُخرى في عمّته ( صلى الله عليه وآله ) صفية عندما عزّاها ( صلى الله عليه وآله ) بوفاة ولدها . وثالثةً في سبيعة بنت أبي لهب عند ما قيل لها : أنتِ بنت حمّالة الحطب . ورابعة بسبب بريرة خادمة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عند ما قال لها رجل : يا بريرة غطّي شعيفاتك فإنّ محمّداً لاَ يغني عنك شيئاً . ولسنا هنا بصدد سرد الحادثة التاريخية فمن شاء فليرجع إلى المصادر الّتي سنشير إليها بعد قليل . [5] روي الحديث عن عمر بن الخطّاب بدون " وصهري " كما جاء في الجامع الصغير : 2 / 280 / 6309 ، وكنز العمّال : 11 / 409 / 31914 ، و : 13 / 624 / 37586 ، و : 16 / 351 ، حلية الأولياء : تحت رقم 45773 ، ذخائر العقبى : 6 باب فضل قرابة النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) . ينابيع المودّة : 1 / 460 تحقيق السيّد عليّ جمال أشرف الحسيني . هذا أوّلا . وثانياً : القصة أوردها الطبراني في المعجم الكبير عن عبد الرحمن بن أبي رافع أن أُمّ هاني بنت أبي طالب ( عليه السلام ) أنها قالت : يا رسول الله إنّ عمر بن الخطّاب لقيني فقال لي : إنّ محمّداً لاَ يغني عنك شيئاً . فغضب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وقام خطيباً فقال : ما بال أقوام يزعمون أنّ شفاعتي لاَ تنال أهل بيتي ، وأنّ شفاعتي تنال حاوحكم [ حاوحكم قبيلتان في اليمن ] . المعجم الكبير لأبي القاسم سليمان بن أحمد الطبراني ( 260 - 360 ه ) : 24 / 434 ح 1060 ط القاهرة . وغضب ( صلى الله عليه وآله ) في مكان آخر إذ توفي لعمته صفيّة ولد فعزّاها ( صلى الله عليه وآله ) فلمّا خرجت لقيها رجل فقال لها : إنّ قرابة محمّد لن تغني عنك شيئاً . فبكت حتّى سمع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) صوتها ففزع من ذلك ، فخرج إليها فسألها فأخبرته فغضب فقال : يا بلال هجر بالصلاة ، ثمّ قام فحمد الله وأثنى عليه وقال : ما بال أقوام يزعمون أن قرابتي لاَ تنفع إنّ كلّ سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلاّ سببي ونسبي ، وإنّ رحمي موصولة في الدنيا والآخرة . أخرجه المحبّ الطبري في ذخائر العقبى بالإسناد إلى ابن عباس ، وراجع مجمع الزوائد : 8 / 216 ، المعرفة والتاريخ : 2 / 499 ، ينابيع المودّة : 267 ط إسلامبول . وقريبٌ منه في فرائد السمطين : 2 / 288 / 548 و 549 ، المسند لأحمد : 3 / 18 و 39 و 62 الطبعة الأُولى ، تفسير ابن كثير : 7 / 34 ، إحقاق الحقّ للتستري : 9 / 514 ، شرح النهج لابن أبي الحديد : 2 / 187 الطبعة الثانية ، القول الفصل للحدّاد : 2 / 16 . وقوله ( صلى الله عليه وآله ) " كلّ سبب ونسب ينقطع يوم القيامة إلاّ سببي ونسبي " ورد أيضاً عن عمر بن الخطّاب في مناقب عليّ بن أبي طالب لابن المغازلي : 108 / 150 - 153 ، تاريخ بغداد : 6 / 182 ، سنن البيهقي : 7 / 63 و 64 ، حلية الأولياء : 7 / 314 ، شرح النهج لابن أبي الحديد : 3 / 124 ، تذكرة الحفّاظ : 3 / 117 وفي طبعة أُخرى : 190 ، مجمع الزوائد : 4 / 271 ، و : 9 / 173 ، الطبقات الكبرى لابن سعد : 8 / 463 ط بيروت ، ينابيع المودّة : 267 ط إسلامبول . وورد عن طريق ابن عباس أيضاً في تاريخ بغداد : 10 / 271 ، مجمع الزوائد : 8 / 216 ، و : 9 / 173 ، الجامع الصغير : 36 ، كفاية الطالب : 380 ط الحيدرية ، ينابيع المودّة : 267 ط إسلامبول . وقال الحاكم بعد إيراد هذا الحديث : حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ، ولكن الذهبي صحّحه من شرط الشيخين إذ أورده في تلخيص المستدرك . وحديث " كلّ نسب وصهر ينقطع يوم القيامة إلاّ سببي وصهري " ورد في كنز الحقائق : 113 ، كنز العمّال : 11 / 409 ح 31915 . أمّا حديث " ما بال أقوام يؤذونني في أهلي " فقد ورد عن ابن عباس أيضاً في ذخائر العقبى : 14 باب فضل بنى هاشم . وفي قول آخر " ما بال أقوام يزعمون أنّ قرابتي لاَ تنفع ، إنّ كلّ سبب ونسب ينقطع يوم القيامة إلاّ سببي ونسبي ، وإنّ رحمي لموصولة في الدنيا والآخرة " . قال عمر بن الخطّاب تزوجت حين طلبت مصاهرة عليّ ، سمعت النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) يقول ذلك يومئذ وأحببت أن يكون بيني وبينه نسب وسبب . أخرجه الحافظ ابن البحتري . ( انظر ذخائر العقبى : 6 باب فضل قرابة النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) . وروي الحديث عن أبي هريرة بلفظ : جاءت سبيعة بنت أبي لهب رضى الله عنها إلى النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) فقالت : يا الله إن الناس يقولون لي : أنتِ بنت حمّالة حطب النار ، فقام رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وهو مغضب فقال : ما بال أقوام يؤذونني في قرابتي . . . إلى آخر الحديث . وروي عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال : كان لآل النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) خادمة يقال لها بريرة فقال لها رجل : يا بريرة غطّي شعيفاتك فإنّ محمّداً ( صلى الله عليه وآله ) لاَ يغني عنك من الله شيئاً ، فأخبرت ذلك للنبي ( صلى الله عليه وآله ) فقال : كلّ نسب وصهر منقطع يوم القيامة إلاّ نسبي وصهري . ( انظر المصادر التالية : جواهر العقدين : 2 / 198 و 202 و 208 ، ذخائر العقبى : 6 و 14 و 121 و 169 ، مجمع الزوائد : 8 / 216 ، و : 9 / 173 ، الصواعق المحرقة لابن حجر : 155 و 156 و 172 فرائد السمطين : 2 / 290 / 549 ، المناقب لأحمد بن حنبل : 2 / 626 / 1070 ) . أمّا قصّة زواج عمر بن الخطّاب من أُمّ كلثوم بنت الإمام عليّ ( عليه السلام ) الّتي ذكرها ابن الصبّاغ في : 28 من نسخة ( أ ) وكذلك القندوزي في ينابيع المودّة : 3 / 147 - 148 تحقيق السيّد عليّ جمال أشرف الحسيني مطبعة أُسوة هي رقية وزوّجها العباس بن عبد المطّلب بعمر بن الخطّاب برضاء أبيها ( عليه السلام ) فلنا معها وقفة طويلة من خلال الكتب التاريخية إن شاء الله تعالى ونتركها إلى محلّها .