بيتي يوماً إذ قال الخادم [1] : إنّ عليّاً وفاطمة [ والحسن والحسين ] بالسدّة [2] . قالت : فقال لي النبيّ : قومي تنحّي عن أهل بيتي . قالت : فقمت فتنحّيت في جانب البيت قريباً ، فدخل عليّ وفاطمة والحسن والحسين وهما صبيّان صغيران ، فأخذ الحسن والحسين فوضعهما في حجره وقبّلهما وأعتنق عليّاً بإحدى يديه وفاطمة باليد الأُخرى وجللهم بخميصة [3] سوداء وقال : اللّهمّ إليك لاَ إلى النار أنا وأهل بيتي [4] . قالت أُمّ سلمة : وأنا يا رسول الله ! فقال ( صلى الله عليه وآله ) : وأنتِ [5] .
[1] هو هلال بن الحارث صاحب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وله رواية تسمى برواية أبي الحمراء ، هذا حسب ما ذكره الحاكم في كتابه معرفة علوم الحديث : 226 في النوع 41 . [2] مكان قريب وهو الباب يسمّى بالسدّة وأهله يسمّون بأهل السدّة لأنهم يقفون على الباب . [3] كساء اسود مربّع له علمان ، وفي رواية عائشة : انّ الكساء كان مرطاً مرحّلا من شعر أسود من صوف أو خزّ ، والمرحّل نوع من الثياب ما اشبهت نقوشه رحال الإبل . ( انظر رواية عائشة في شأن نزول آية التطهير في صحيح مسلم : 7 / 130 ، مستدرك الصحيحين : 3 / 147 ، وسنن البيهقي : 2 / 149 ) . [4] انظر كنز الحقائق للشيخ محمّد بن عبد الرؤوف ابن تاج العارفين ابن عليّ ابن زين العابدين الحدّادي ثمّ المناوي القاهري المصري : 26 ، وانظر ترجمة الرجل في الأعلام للزركلي : 6 / 204 . كما ذكر الحديث المتّقي الهندي في كنز العمّال : 12 / 101 ح 34187 . [5] روي الحديث في مصادر كثيرة بألفاظ كثيرة ولكنها تؤدّي نفس المعنى ، كما أشرنا إليه ، وقد تمّ تخريج الحديث سابقاً ولكن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول لها : أنتِ إلى خير ، وأُخرى : انّك إلى خير ، وثالثة : قفي مكانك إنك على خير . أخرجه الدولابي . والظاهر أنّ هذا الفصل واللفظ قد تكرّر منه ( صلى الله عليه وآله ) ، ورابعة : أنتِ على مكانك . انظر ذخائر العقبى لمحبّ الدين أبي جعفر أحمد بن عبد الله بن محمّد بن أبي بكر بن محمّد بن إبراهيم الطبري الآملي الشافعي ، إمام الحرم الشريف بمكّة ( 615 ه - 694 ه ) : 21 و 23 و 24 و 25 ، فضائل أهل البيت ( عليهم السلام ) للتزمذي : 5 / 328 ، 351 باب فضال أهل البيت ح 3875 ، فرائد السمطين : 1 / 312 / 250 ، الصواعق المحرقة لابن حجر العسقلاني : 143 الباب الحادي عشر من الفصل الأوّل . أمّا في رواية صحيحة قال واثلة بن الأسقع : وأنا من أهلك يا رسول الله ؟ قال : وأنت من أهلي ، قال واثلة : إنها لمن أرجى ما أرجو . قال البيهقي : وكأنه جعله في حكم الأهل تشبيهاً لاَ تحقيقاً . وانظر صحيح مسلم : 4 / 1883 و 2424 ، الدرّ المنثور للسيوطي الشافعي ، المسند المحقّق المدقّق : 4 / 198 ، ومشكل الآثار : 1 / 433 ، تفسير الطبري : 22 / 5 ، شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني : 2 / 38 / 658 و 659 و 672 - 674 و 682 و 684 و 686 و 691 و 693 و 694 و 706 و 724 .