responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفتوح نویسنده : أحمد بن أعثم الكوفي    جلد : 1  صفحه : 68


ثم إنه رجع عن دينه وغير وبدل ومنع الزكاة ، وقد قال النبي ( صلى الله عليه وسلم وآله : من بدل دينه فاقتلوه ، وقد وسع الله عليك فيه فاقتله فدمه حلال ، فقال الأشعث بن قيس : يا خليفة رسول الله ! إني ما غيرت ولا بدلت ولا شححت على مالي ، ولكن عاملك زياد بن لبيد جار على قومي فقتل منهم من لا ذنب له فأنفت لذلك وانتصرت لقومي فقاتلته ، وقد كان مني ما كان وإني أفدى نفسي وهؤلاء الملوك وأطلق كل أسير في بلاد اليمن وأكون عونا لك وناصرا ما أبقيت على أن تزوجني [1] أم فروة بنت أبي قحافة فإني لك نعم الصهر ، فهذا خير مما يقوله عمر بن الخطاب . قال : فأطرق أبو بكر إلى الأرض ساعة ثم رفع رأسه وقال : إني قد فعلت . قال : ثم أطلقه أبو بكر رضي الله عنه من حديده ، وأطلق من كان معه من ملوك كندة ، ثم أمره فجلس وزوجه أبو بكر رضي الله عنه أخته أم فروة بنت أبي قحافة ، وأحسن إليه غاية الإحسان ، فكان الأشعث بن قيس عند أبي بكر رضي الله عنه بأفضل المنازل وأرفعها [2] .
ويقال : إن أم فروة بنت أبي قحافة ولدت من الأشعث بن قيس محمد بن الأشعث وإسحاق بن الأشعث وجعدة بنت الأشعث ، فأما إسحاق فإنه قتل في أيام عبد الملك بن مروان في بعض الوقائع ، وأما محمد بن الأشعث فلم يزل مع عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهم ، وشهد مقتل الحسين بن علي عليهما السلام ، وقتل في أيام المختار بن أبي عبيد ، وابنه عبد الرحمن بن محمد هو الذي خرج على الحجاج في أيام دير الجماجم .
قال : فكان الأشعث بن قيس إذا ذكر قتلى كندة يتمثل بهذه الأبيات ، من جملتها : [3] لعمري وما عمري على بهين * لقد كنت بالقتلى أحق [4] ضنين .



[1] في الطبري : 3 / 339 كان قد خطب أم فروة . . . مقدمه على رسول الله ( ص ) فزوجه وأخرها إلى أن يقدم الثانية ، فمات رسول الله ( ص ) وفعل الأشعث ما فعل . فخشي ألا ترد عليه .
[2] بقي بالمدينة مقيما حتى ندب عمر الناس لقتال الفرس فخرج فيهم ، ومات بعد قتل علي ( رض ) بأربعين ليلة ، وقيل مات سنة 42 . وله ثلاث وستون سنة .
[3] الأبيات للأشعث بن مئناس السكوني قالها يبكي أهل النجير .
[4] في الطبري : لحق . وبعده : فلا غرو إلا يوم أقرع بينهم * وما الدهر عندي بعدهم بأمين فليت جنوب الناس تحت جنوبهم * ولم تمش أنثى بعدهم لجنين وكنت كذات البوريعت فأقبلت * على بوها إذ طربت بحنين

68

نام کتاب : الفتوح نویسنده : أحمد بن أعثم الكوفي    جلد : 1  صفحه : 68
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست