responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفتوح نویسنده : أحمد بن أعثم الكوفي    جلد : 1  صفحه : 66


وانصرفت إليك ، فقال زياد : لا والله ! ولكنك جبنت فضعفت وكععت [1] عن الحروب ، ألم آمرك أن تضع سيفك فيهم ثم لا ترفعه عنهم وفيهم عين تطرف ، فعصيتني وحببت العافية وانصرفت إلي بأصحابك خوفا من أن تفوتك الغنيمة ، قبح الله من يزعم أنك شجاع القلب بعد هذا ! فغضب عكرمة من ذلك ثم قال : أما والله يا زياد ! لو لقيتهم وقد أزمعوا على حربك لرأيت أسودا تحمى أشبالا وتكافح أبطالا ذات أنياب حداد ومخاليب شداد ، ولتمنيت أنهم ينصرفون عنك ويخلونك ، وبعد فإنك أظلم وأغشم وأجبن قلبنا وأشح نفسا وأيبس ، إذ قاتلت هؤلاء القوم وشنئت هذه الحروب بينك وبينهم بسبب ناقة واحدة لا أقل ولا أكثر ، ولو لم أغثك بجنودي هؤلاء لعلمت أنك تكون رهين سيوفهم وأسير جوامعهم . قال : ثم نادى عكرمة في أصحابه وهم بالرحيل ، فاعتذر إليه زياد مما تكلم به ، فقبل عكرمة عذره .
ونزل الأشعث بن قيس من الحصن في أهل بيته وعشيرته من رؤساء بني عمه مع أهاليهم وأموالهم وأولادهم ، فقال زياد : يا أشعث ! ألست إنما سألتني الأمان لعشرة مع أهاليهم وأولادهم وبهذا كتبت لك الكتاب ؟ قال الأشعث : بلى قد كان ذلك ، فقال زياد : الحمد لله ! لم تسألني الأمان لنفسك ، والله ما أرى لك في الكتاب اسما والله لأقتلنك ! فقال الأشعث : يا أقل الخلق عقلا ! أترى أنه بلغني من الجهل أن أطلب الأمان لغيري وأتركه لنفسي ؟ أما إني لو كنت أخاف غدرك لبدأت بنفسي في أول الكتاب ولكني أنا كنت الطالب لقومي الأمان فلم أكن أثبت نفسي مع غيري [2] ، وأما قولك : إنك تقتلني ، فوالله لئن قتلتني لتجلبن عليك وعلى صاحبك اليمن بأجمعها بخيلها ورجلها فينسيك ما قد مضى ! فقال له زياد : إني والله لأرجو أن ينظرك أبو بكر الصديق يضرب عنقك فإنه أهل لذلك يا عدو الله ! فقال له الأشعث : والله يا زياد ! لئن يأكلني الأسد أحب إلي من [ أن ] يأكلني الكلب - يعني بالكلب هو - ، ولكن كيف أنت من تلك الضربات يا زياد التي نالتك مني يوم بارزتني ؟ قال : فسكت زياد ولم يقل شيئا وازداد عليه غيظا وحنقا ، ثم استوثق منه



[1] كععت : الكع والكاع : الضعيف العاجز . قال أبو زيد : كععت وكععت وقال ابن المظفر : رجل كع وكاع : هو الذي لا يمضي في عزم ولا حزم ، وهو الناكص على عقبيه ( اللسان ) .
[2] في الطبري : لما لم يبق إلا أن يكتب نفسه وثب عليه جحدم بشفرة ، وقال : نفسك أو تكتبني ! فكتبه وترك نفسه . ( 3 ) زيادة ليستقيم المعنى .

66

نام کتاب : الفتوح نویسنده : أحمد بن أعثم الكوفي    جلد : 1  صفحه : 66
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست