responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفتوح نویسنده : أحمد بن أعثم الكوفي    جلد : 1  صفحه : 226


الراغبين ، ويتم نعمته على الشاكرين ، ألا ! وإني راحل غدا إن شاء الله ولا قوة إلا بالله ، وأستغفر الله العظيم لي ولكم .
قال : ثم نزل عن المنبر وأمر الناس بالجهاز ، وخرج على بعير له ، وعلى البعير غرارتان : في إحداهما سويق شعير وفي الأخرى تمر ، وبين يديه قربة الماء ، ومن خلفه جفنة يصب فيها أحيانا من ذلك السويق ويبله بالماء ، وهو مع ذلك صائم ، فإذا كان الليل ونزل الناس نزل عمر رضي الله عنه في آخر العسكر كواحد من الناس ليس له زاد أكثر من سويق الشعير والتمر .
فلم يزل كذلك حتى إذا دنا من أرض الشام بلغ ذلك أبا عبيدة والمسلمين ، فاستقبلوه ، فإذا هو على بعير له وعليه جبة من صوف وعباءة قطوانية قد تقلد بسيفه وتنكب قوسا له عربية ، فلما نظر إليه أبو عبيدة نزل عن فرسه إجلالا له ، قال : ونظر عمر إليه أنه قد نزل عن فرسه فأناخ بعيره ونزل عنه ، ومشى كل واحد منهما إلى صاحبه ، فلما دنا منه أبو عبيدة أهوى عمر بيده إليه ليصافحه ، فأخذ أبو عبيدة يد عمر ليقبلها تعظيما له في العامة ، فلما أهوى أبو عبيدة ليقبل يد عمر أهوى عمر ليقبل رجل أبي عبيدة ، فتنحى أبو عبيدة سريعا وقال : مه يا أمير المؤمنين ! فتعانقا جميعا ثم افترقا وركبا ، فتسايرا وسار الناس معهما حتى صار عمر إلى دمشق فنزل على باب الجابية .
قال : وأقبل إليه الناس قبيلة بعد أخرى ، فجعلوا يسلمون عليه ، وفيمن أقبل إليه يومئذ بلال وأبو هريرة وأبو الدرداء أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وسلم وآله ) ، فأقبل عليه أبو عبيدة فقال : يا أمير المؤمنين ! لو ألقيت عنك هذا الصوف ولبست البياض من الثياب لكان أهيب لك في قلوب هؤلاء الكفار ، فقال عمر : لا أحب أن أعود نفسي ما لم تعتده ، فعليكم يا معشر المسلمين بالقصد ! وإياكم وهذه الخيل الهماليج ! فإنه ما ركبها أحد قط إلا أعجبته نفسه ، وعليكم بهذه الإبل التي أعزكم الله بها ونصركم ببدر وأنتم تقاتلون عليها . قال : ثم أقبل عمر على أبي عبيدة رضي الله عنهما فقال : ما فعل يزيد بن أبي سفيان ! ما فعل معاذ بن جبل ! أين جماعة المسلمين ؟ فقال : يا أمير المؤمنين ! العسكر كله نازل على إيلياء ونحن محاصرون أهلها ، فقال عمر : ارحلوا إليهم على بركة الله .
قال : فرحل الناس معه إلى إيلياء ومعهم عمر حتى إذا قارب منها استقبله أجل

226

نام کتاب : الفتوح نویسنده : أحمد بن أعثم الكوفي    جلد : 1  صفحه : 226
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست