responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفتوح نویسنده : أحمد بن أعثم الكوفي    جلد : 1  صفحه : 196


عليهم انقضاض العقبان ، فإذا جاءت الطيور واحدا منهم ضربته فقطعته قطعا ، ففرح المسلمون بتلك الرؤيا وقال بعضهم لبعض : أبشروا قد أمنكم من عدوكم بالنصر وأيدكم بالملائكة تقاتل معكم كما فعلت بكم يوم بدر .
وفرح أبو عبيدة وقال : هذه رؤيتان حسنتان وهو حق يقين . فقال له رجل من المسلمين : أيها الأمير ! ما وقوفك عن هؤلاء الاعلاج الكلاب وأيش انتظارك بالحرب ، وعدونا قد كادنا بمطاولته وما تأخر عنا إلا ليلة يريد أن يوقعنا فيها ، فقال أبو عبيدة : إن الامر أقرب من هذا وما تظنون .
قال سعيد بن رفاعة الحميري : وكنت رجلا ما كنت قدمت على النبي صلى الله عليه وسلم ولا كنت نظرت إليه ، فلما أتاني داعي أبي بكر الصديق رضي الله عنه استنفرنا للقتال والغزاة للروم ، فنفرت فيمن نفر وقدمت إلى المدينة مع قومي من حمير ونظرت إلى أبي بكر وهو يصلي بالناس في محراب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلزمت الصلاة معهم ولم أسر إلى قتال الروم ، فلما ولى عمر بن الخطاب رضي الله عنه حرض على الجهاد ، فسرت إلى قتال الروم وشهدت وقعة اليرموك ، وذلك أني كنت لا أفارق أبا عبيدة رضي الله عنه ، فصلى بنا صلاة الفجر وإذا بالهاتف قد هتف ، إذ سمعنا بأصوات قد علت والزعقات من كل جانب ومكان قد ارتفعت وان الروم قد رجفت إلينا ، فعلم أبو عبيدة أن المسلمين قد كبسوا في وجه السحر ، فقام وقمنا وكان على الحرس تلك الليلة سعيد إذ أقبل وهو ينادى : النفير النفير ! حتى وقف أمام أبي عبيدة ومعه رجل من المتنصرة ، فقال : أيها الأمير ! إن ماهان قد كاد المسلمين بتخلفه عن الحرب وها هو قد عبى عسكره وصف جيوشه [1] وزحف إلينا زحف يريد الكبسة لنا ونحن على غير أهبة ولا عدة وها هو قد أقبل إلينا زاحف ، وقد أتانا رجل راغب فينا يحذر الناس من بأسه ويزعم أن ماهان قد أقبل بجيوشه وقد اتفق مع بطارقته أنهم يقاتلونا [2] ، كل يوم ملك من ملوكهم بمن معه يؤم هذا ، وقد نظر المسلمون إلى راياتهم والقوم قد قربوا منهم والصلبان تدنو .
فقال أبو عبيدة : لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم إنا لله وإنا إليه



[1] راجع ص 195 حاشية رقم 1 .
[2] تقدم أن ماهان اتفق مع بطارقته وأصحابه على أن يخرجوا خرجة واحدة فيناجزوا المسلمين فيها ثم لا يرجعون عنهم حتى يحكم الله بينهم .

196

نام کتاب : الفتوح نویسنده : أحمد بن أعثم الكوفي    جلد : 1  صفحه : 196
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست