responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفتوح نویسنده : أحمد بن أعثم الكوفي    جلد : 1  صفحه : 184


العرب ودخلوهم إلى بلادكم بترككم وصية المسيح عيسى بن مريم ، لأنه قد كان أوصاكم بأن لا تظلموا الناس وأنتم تظلمون الناس ، ونهاكم عن الفجور وأنتم تفجرون ، ونهاكم عن الكذب وأنتم تكذبون ، ثم إنكم نزلتم بقوم أعززتم عليهم فأخذتم أموالهم وفجرتم بنسائهم ، فخيروني ماذا يكون عذركم عند ربكم ؟ وماذا تقولون للمسيح عيسى بن مريم وقد تركتم أمره وضيعتم وصيته وما كان يتلو عليكم من كتاب ربكم ؟ وبعد فهذا عدوكم قد نزل بساحتكم ويريد قتلكم واستيصالكم وسبي نسائكم وأولادكم وأخذ أموالكم ، فإن نزع سلطانكم من أيديكم وأظهر عليكم عدوكم فلا تلوموا إلا أنفسكم [1] ، وبعد فقد بلغني المظلوم منكم يأت الرجل من بطارقتكم وساداتكم فيستعديه على ظالمه فلا يعديه ، ويتظلم إليه فلا ينصره عليه لكنه يأمر بضربه وربما أمر بقتله [2] ، فعجبا لأفعالكم هذه كيف لا تنهد لها الجبال وتزلزل منه الأرض وترعد السماوات بخطاياكم هذه العظام ! واعلموا يا ولد الأصفر أن هؤلاء المظلومين ينصرهم الله وينتصف لهم ، فإن فعل ذلك في الدنيا وإلا ففي الآخرة ، لأنه لا يفوته ظلم ظالم ولا يعزب عن علمه بر ولا إثم ، فإن أنتم كففتم عن الظلم وارتدعتم عن الفجور وقبلتم ما أمركم به المسيح عيسى بن مريم رجوت لكم أن تنصروا هؤلاء العرب وإلا فأيقنوا بالذل والهوان ، واعلموا أنكم إن لم تؤمنوا بما أقول لكم فأنتم عندي أشر من الكلاب والخنازير وأسوء حال من البغال والحمير ، ولقد سخط الله عز وجل على أعمالكم وأنا منكم برئ ، وسترون عاقبة الظلم إلى ماذا يوردكم وإلى أي شئ مصيركم يؤول !
فضجت البطارقة من كل ناحية وقالوا : أيها الوزير ! فإنا بعد هذا اليوم سامعون مطيعون لا نخرج لك عن أمر تأمرنا به ، فأشر علينا برأيك وأمرنا بما تحب من أمرك .
فقال ماهان : أما في وقتي هذا فقد رأيت أن أبعث إلى هؤلاء العرب فأسألهم أن يبعثوا إلينا رجلا منهم يكون له فهم وعقل ورأى يعلم ما يقول ويقال له فنكلمه ، ونطمعهم في شئ من أموالنا نعطيهم إياه فيأخذونه ويرجعون إلى صاحبهم الذي بعثهم إلى حربنا ، فإن أجابوا إلى ذلك وقبلوه كان الذي يأخذونه منا قليلا عند ما نخاف على أنفسنا من هذه الوقعة التي لا ندري ألنا تكون أم علينا ، فقالت البطارقة :



[1] زيد عند الأزدي : فمن الظالم إلا أنتم ؟ فاتقوا الله وانزعوا عن ظلم الناس .
[2] وكان قد بلغه أن الروم أقبلت وجعلوا يفسدون في الأرض ، ويسيئون السيرة ، وجعلوا لا يفيقون من شرب الخمر والزنا ( ذكر الأزدي بعض أفعالهم ومساوئهم ص 175 وما بعدها ) .

184

نام کتاب : الفتوح نویسنده : أحمد بن أعثم الكوفي    جلد : 1  صفحه : 184
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست