responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفتوح نویسنده : أحمد بن أعثم الكوفي    جلد : 1  صفحه : 150


التي نزلوها [1] ، كتابي هذا وأنتم غالبون فكثيرا ما نتذكر من فضل الله تعالى والاحسان ، وإن تأتكم نكبة أو مسكم قرح فلا تهنوا ولا تحزنوا ولا تستكينوا فأنتم الأعلون والله معكم ، فإنما هي دار الله والله تعالى فاتحها عليكم ونازعها من أيدي عدوكم ، فاصبروا إن الله مع الصابرين - والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
ذكر وقعة فحل من أرض فلسطين ومن قتل فيها من المسلمين وغيرهم .
قال : فلما ورد كتاب عمر رضي الله عنه على أبي عبيدة بن الجراح نادى في المسلمين فاستنهضهم إلى حرب الروم .
قال : وعلمت الروم بذلك فرجعوا إلى حرب المسلمين في ستين ألفا ويزيدون من بين فارس وراجل وقد رفعوا صلبانهم ونشروا أعلامهم وعبوا كراديسهم ، قال :
وعبى أبو عبيدة أصحابه كما كان يعبيهم من قبل ودنا القوم بعضهم من بعض ، وحملت كتيبة من الروم على يزيد بن أبي سفيان [2] وهو في الميمنة ، فلم يزل هو ولا أحد من أصحابه ، وحملت كتيبة من الروم على شرحبيل وهو في الميسرة ، فثبت وثبت الناس معه ، وحملت كتيبة أخرى فيها أكثر من عشرة آلاف فارس على خالد بن الوليد وهو في القلب ، فلم يتحلل أحد منهم لكنهم شرعوا الرماح في وجوههم ورشقوهم بالسهام ، فرجعوا إلى ورائهم وعجبوا من حسن وقوف المسلمين وجودة صبرهم لهم .
وصاح أبو عبيدة بن الجراح [3] قال : أيها الناس ! إنه لم يبق من جد القوم إلا ما رأيتم فاحملوا الآن عليهم حملة صادقة فاستوجبوا من الله النصر بالصبر ، وليبشر كل من قتل منكم بالشهادة ومن بقي بالنصر والغنيمة ، ووطنوا أنفسكم على القتال الشديد ، وعليكم بالضراب والطعان ومنازلة الاقران فإنه لن يدرك ما عند الله عز وجل إلا بالطاعة والصبر في المواطن المكروهة وإن الله مع الصابرين .



[1] كذا ، وعند الأزدي : ورسالتهم التي أرسلوا ، وبالذي رجعت إليهم فيما سألوك ، وقد سددت بحجتك ، وأوتيت رشدك ، فإن أتاك . . .
[2] كذا ، وقد تقدم أن أبا عبيدة استخلفه على دمشق .
[3] عند الأزدي : خالد بن الوليد .

150

نام کتاب : الفتوح نویسنده : أحمد بن أعثم الكوفي    جلد : 1  صفحه : 150
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست