responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفتوح نویسنده : أحمد بن أعثم الكوفي    جلد : 1  صفحه : 149


كائد وبغى كل باغ ، وأن ينصرنا نصرا عزيزا ، وأن يفتح الله لنا منه فتحا مبينا ، وأن يجعل لنا منه سلطانا نصيرا - والسلام عليك ورحمة الله وبركاته - .
ثم طوى أبو عبيدة الكتاب وختمه ودفعه إلى الفيج ونهض إلى الروم في خيله ورجله ، ونظرت الروم إلى خيل المسلمين وكثرة جمعهم فكأنهم كاعوا عن حربهم يومهم ذلك ورجع الفريقان بعضهم عن بعض .
ومضى الفيج فجعل يسير سيرا عنيفا حتى قدم على عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، فلما دفع إليه الكتاب وقرأه أقبل على الفيج وقال : ويحك ! فهل علمت أو بلغك من أمر المسلمين بعد خروجك عنهم ؟ فإن أبا عبيدة خبرني في كتابه هذا أنه نهض إلى القوم حين دفع إليك الكتاب . قال : فقال الفيج : نعم يا أمير المؤمنين !
إني لم أبرح حتى رجع القوم بعضهم عن بعض ولم يكن بينهم قتال ، وذلك أن الروم كاعوا فلم يحاربوهم ورجع المسلمون عنهم إلى معسكرهم . قال : فأنت ما حبسك عندهم وقد دفع إليك الكتاب أبو عبيدة وأمرك أن تعجل به علي ؟ [1] فقال الفيج : إذا أخبرك يا أمير المؤمنين ! إني انتظرت انصراف المسلمين عن الروم وعلمت أنك مسائلي [2] عما سألتني . فقال عمر : ويحك ! إني أراك عاقلا فما دينك ؟ قال : أنا نصراني ، فقال عمر : فما يدلك عقلك هذا على أن تسلم لله رب العالمين وتعبده ولا تشرك به شيئا ؟ قال الفيج : فإني قد أسلمت على يدك يا أمير المؤمنين وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله ! فقال عمر : الحمد لله الذي يهدي لدينه من يشاء ! جئتني كافرا وتنصرف من عندي مسلما ، فأحمد الله عز وجل على ما هداك له من دينه .
قال : ثم بره وكساه وأحسن إليه وزوده وكتب معه إلى أبي عبيدة بن الجراح [3] : بسم الله الرحمن الرحيم ، من عبد الله عمر أمير المؤمنين إلى أبي عبيدة بن الجراح ، أما بعد فقد جاءني كتابك تخبرني فيه بنفر الروم إليك وبمنزلتهم



[1] عبارة الأزدي : قال : فأنت ، ما جلسك يومئذ إلى العشى ، ثم تقبل بالكتاب إلي وقد دفعه إليك أبو عبيدة أول النهار ؟
[2] الأزدي : سائلي .
[3] نسخته في فتوح الشام للازدي ص 127 والوثائق السياسية وثيقة رقم 353 / ج ص 464 . وفيهما زيادة .

149

نام کتاب : الفتوح نویسنده : أحمد بن أعثم الكوفي    جلد : 1  صفحه : 149
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست