responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفتوح نویسنده : أحمد بن أعثم الكوفي    جلد : 1  صفحه : 15


ويحكم ! ما بالكم منهزمين ؟ فقال رجل منهم : أنا أخبرك يا أبا عامر : لم لا ننهزم ؟
نحن قوم نقاتل ونريد البقاء وهؤلاء قوم يقاتلون ويحبون الفناء . قال : فقالت نوار امرأة طليحة : أما إنه لو كانت لكم نية صادقة لما انهزمتم عن نبيكم ! فقال لها رجل منهم : يا نوار ! لو كان زوجك هذا نبيا حقا لما خذله ربه . قال : فلما سمع طليحة ذلك صاح بامرأته : ويلك يا نوار ! اقتربي مني فقد اتضح الحق وزاح الباطل . قال :
ثم استوى طليحة على فرسه وأردف امرأته من ورائه ومر منهزما مع من انهزم [1] ، واحتوى خالد ومن معه من المسلمين على غنائم القوم وعامة نسلهم وأولادهم .
قال : فجمع خالد غنائم القوم فوكل نفرا من المسلمين يحفظونها ، ثم خرج في طلب القوم يتبع آثارهم حتى وافاهم بباب الأجرب [2] فاقتتلوا قتالا شديدا ، فأسر عيينة بن حصن الفزاري وأسر معه جماعة من بني عمه ، وأفلت طليحة بن خويلد فمر هاربا على وجهه نحو الشام حتى صار إلى بني جفنة [3] فلجأ إليهم واستجار بهم فأجاروه . قال : ثم جمع خالد الأسارى بأجمعهم من بني أسد وغطفان وفزارة وعزم أن يوجه بهم إلى أبي بكر رضي الله عنه .
ذكر الأسارى الذين وجه بهم خالد بن الوليد إلى أبي بكر وما كان من أمرهم قال : ثم أمر خالد بالمجامع فوضعت في أعناق هؤلاء الأسارى [4] ووجه بهم مع الغنائم إلى المدينة ، فلما أشرفت الغنائم على المدينة خرج الناس ينظرون إلى الأسارى ، فإذا هم بعيينة بن حصن على بعير ويده مجموعة إلى عنقه ، [5] ، فجعل المسلمون يشتمونه ويلعنونه وهو ساكت لا ينطق بشئ ، قال : وجعل أهل المدينة ينخسونه بالعسبان [6] ويقولون له : يا عدو الله ! أكفرت بعد إيمانك وقاتلت المسلمين ؟ قال : فأشرف عليهم من فوق البعير فقال : والله ما آمن ذلك الرجل بالله



[1] العبارة في الطبري : وقال ( لأصحابه ) : من استطاع منكم أن يفعل مثل ما فعلت وينجو بأهله فليفعل . ثم سلك الحوشية حتى لحق بالشام وارفض جمعه .
[2] الأجرب : اسم موضع يذكر مع الأشعر من منازل جهينة بناحية المدينة .
[3] في تاريخ اليعقوبي : لحق طليحة بالشام وجاور بني حنيفة .
[4] كانوا ثلاثين أسيرا وعيينة بن حصن ( اليعقوبي 2 / 129 ) .
[5] عند اليعقوبي : وهو مكبل بالحديد .
[6] العسبان جمع عسيب وهو جريدة من النخل مستقيمة دقيقة يكشط خوصها ( اللسان ) وفي الطبري : ينخسه غلمان المدينة بالجريد .

15

نام کتاب : الفتوح نویسنده : أحمد بن أعثم الكوفي    جلد : 1  صفحه : 15
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست