responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفتوح نویسنده : أحمد بن أعثم الكوفي    جلد : 1  صفحه : 14


طليحة قد عبى أصحابه وعبى خالد أصحابه ، وكان على ميمنته عدي بن حاتم الطائي ، وعلى ميسرته زيد الخيل ، وعلى الجناح الزبرقان بن بدر التميمي ، ودنا القوم بعضهم من بعض واختلط القوم فاقتتلوا ، فقتل من الفريقين جماعة ، وجعلت بنو أسد وغطفان وفزارة يقاتلون بين يدي طليحة بن خويلد أشد القتال وهم ينادون : لا نبايع أبا الفصيل - يعنون أبا بكر الصديق رضي الله عنه ، وجعل عدي بن حاتم يحمل عليهم في أصحابه فيقاتلهم وهو يقول : والله ! لنقاتلنكم أبدا أو تكنونه بالفحل الأكبر [1] . قال : وجعل عدي بن حاتم وزيد الخيل وقبائل طيء يقاتلون بين يدي خالد بن الوليد قتالا لم يقاتلوا قبله في يوم من أيامهم التي سلفت ، ومدحهم خالد بن الوليد . قال : واشتد القتال وعظم الأمر وعظت [2] الحرب الفريقين جميعا ، فأقبل عيينة بن حصن إلى طليحة بن خويلد وهو واقف على باب خيمة من شعر [3] وفرسه علال إلى جانبه وامرأته نوار جالسة بين يديه ( 3 ) فقال له عيينة : أبا عامر ! هل أتاك جبريل ؟ قال طليحة : لا ، فرجع عيينة إلى الحرب فقاتل ساعة ثم رجع إليه فقال : هل أتاك جبريل بعد ؟ فقال : لا ، فرجع فلم يزل يقاتل حتى بلغ منه الجهد واشتد به الأمر ثم رجع إلى طليحة فقال : أبا عامر ! هل أتاك جبريل ؟ قال : لا ، قال عيينة : حتى متى ويحك ! بلغ منا الجهد واشتد بنا الأمر وأحجم الناس عن الحرب ، ثم رجع فلم يزل يقاتل هو وبنو عمه من فزارة حتى ضجوا من الطعان والضراب ، ثم رجع فقال له : أبا عامر ! هل أتاك جبريل بعد ؟ قال : نعم قد أتاني ، قال عيينة : الله أكبر ! هات الآن ما عندك وما الذي قال لك جبريل ! قال طليحة : نعم قد قال جبريل عليه السلام : إن رجاء لا تقوم لرجاه وإن لك وله حديثا لا تنساه الناس أبدا ( 5 ) . قال : ثم أقبل عيينة على أهله وبنى عمه من فزارة فقال :
ويحكم يا بنى عمى ! هذا والله كذاب ! والله صح عندي كذبه لتخليطه في كلامه ! قال : ثم ولى عيينة بن حصن منهزما مع بني عمه من فزارة وانهزمت بنو أسد وغطفان وسيوف المسلمين في أقفيتهم كأنها الصواعق ! فقال طليحة بن خويلد :



[1] في الطبري 3 / 255 أبا الفحل الأكبر .
[2] أي اشتدت ، وكانت شديدة فيها عسف وعنف ( اللسان ) .
[3] في الطبري : وطليحة متلفف في كساء له بفناء له من شعر . ( 4 ) زيد في الطبري : يتنبأ لهم ، والناس يقتتلون ، فلما هزت عيينة الحرب ، وضرس القتال ، كر على طليحة . ( 5 ) في الطبري : ( إن لك رحا كرحاه ، وحديثا لا تنساه ) .

14

نام کتاب : الفتوح نویسنده : أحمد بن أعثم الكوفي    جلد : 1  صفحه : 14
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست