نام کتاب : العودة إلى نهج البلاغة نویسنده : السيد الخامنئي جلد : 1 صفحه : 64
يفتخرون بأنهم لم يتلوثوا بمال الدنيا ، أمثال أبي ذر وسلمان وعبد اللَّه بن مسعود وأصحاب الصفه الذين كانوا من أشراف أمة النبي ، ولم يعتنوا بالدنيا ولا بذهبها وزخارفها . وكان شرف المال لا يساوي شيئا أمام الشرف الآخر الذي عبر عنه رسول الله صلى اللَّه عليه وآله وسلم قائلا : « أشراف أمتي أصحاب الليل وحملة القرآن » ماذا حدث بعدها في المجتمع الإسلامي بحيث نجد أن نصف كلمات أمير المؤمنين عليه السلام تقريبا تدور حول الزهد . لماذا امتلأ « نهج البلاغة » بالزهد والترغيب به ، وعلى أي شيء يدل هذا الأمر نعم ، إنه يدل على مرض ، كان أمير المؤمنين عليه السلام يصف علاجه متحدّثا بهذا المقدار عن حب الدنيا والتعلَّق بها ، لأن الناس قد فتنوا بها . فبعد ثلاث وعشرين سنة من وفاة رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم أسر الناس في الدنيا ، وكان سعي أمير المؤمنين عليه السلام لتحريرهم منها . في « نهج البلاغة » عندما نصل إلى موضع ذكر الدنيا نلاحظ شيئا بارزا ، ونشعر أنّ في كلام أمير المؤمنين هنا لهجة ولونا آخر . لم أقدر على عدم ذكر هذا المقطع ، من كلماته التي تبلغ المئات من شدة جماله « فإنّ الدنيا رنق مشربها ردع مشرعها يونق منظرها . ويوبق مخبرها ، غرور حائل ، وضوء آفل ، وظل زائل ، وسناد مائل ، حتى إذا أنس نافرها ، واطمأنّ ناكرها ، قمصت بأرجلها وقنصت بأحبلها ، وأقصدت بأسهمها ، وأعلقت المرء أوهاق المنيّة قائدة له إلى ضنك المضجع ووحشة المرجع « . [1] فانظروا كم هو جميل هذا الكلام . إنه غير قابل للترجمة .